مناوشات الفصائل الشيعية ضد القوات الأمريكية تضغط على حكومة العراق

"السوداني" يتعهد بمحاسبتها.. ومحلل: مسرحية مستمرة

  • 79
الفتح - الفصائل الشيعية في العراق أرشيفية

لا تنتهي أزمات الحكومة العراقية التي تشكلت بعد صراع طويل بين الفصائل والمكونات الشيعية في العراق، لكن الأزمة الجديدة اليوم تضع الحكومة أمام مأزق أخلاقي، فالميليشيات التي تمثل قاعدة الحكومة تواصل هجماتها الدعائية على القواعد الأمريكية في العراق، بينما تتخذ الحكومة صاحبة القرار الرسمي موقفًا مناهضًا لهذه الفصائل، وهو ما أثار غضب الميليشيات فسارعت بالهجوم على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وفيما جاءت التهديدات الأمريكية على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، متوعدًا برد حاسم إذ لم تستطع الحكومة العراقية لجم ميليشياتها، التي تنسق تحركاتها العسكرية في العراق وفي المنطقة مع إيران.

وأشار مراقبون إلى أن هذه الميليشيات تتخذ قضية غزة وفلسطين ستارًا لفرض واقع أمني جديد لصالح إيران في المنطقة، ودللوا على ذلك بأنّ الهجمات التي تشنها الميليشيات منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم لم تقتل جنديًا أمريكيًا، أو تغير شيئًا في ميزان المعركة الاستراتيجي. 

فيما أكد رئيس الوزراء العراقي التزام بلاده بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين الأمنيين، وشد خلال اجتماع مع السفيرة الأمريكية في بغداد، آلينا رومانوسكي، على أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار على الأراضي العراقية، مع مطالبته بضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وفتح ممرات آمنة والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين. 

ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، تعرضت القوات الأمريكية، سواء في العراق أو سوريا لما يفوق 61 هجوماً بالصواريخ أو الطائرات المسيرة. ورغم أن معظم تلك الهجمات أحبطت أو اقتصرت على أضرار مادية طفيفة، واعتبر بعض المسؤولين في البنتاجون أن الاستراتيجية المعتمدة لمواجهة وكلاء إيران، غير متماسكة أو فعالة، ورأوا أن الضربات الجوية المحدودة التي وافق عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن للرد على تلك الهجمات فشلت في وقفها وردع الميليشيات المدعومة إيرانياً.

وفي محاولة لامتصاص الغضب الأمريكي، شدد رئيس الوزراء العراقي على معاقبة مرتكبي هذه الاعتداءات الذين يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه، ووصفهم بالمجاميع المنفلتة، الخارجة عن القانون، التي لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي.

وتابع السوداني أن التلاعب باستقرار العراق، والإساءة للأمن الداخلي، ومحاولة التعريض بسمعة العراق السياسية، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية.

من جهته، قال حازم العبيدي، المحلل السياسي، إنّ ما يجري على الساحة العراقية تجسيد كامل لحكم الميليشيات لدولة ما، لافتًا إلى أن الحكومة العراقية اليوم هي ابنة للميليشيات لذلك تجد نفسها في مأزق، فمن يقصفون حول القواعد الأمريكية في هذه الضربات الدعائية التي تخدم الوجود الأمريكي في العراق ولا تضره، هم أنفسهم الذين يصرحون للإعلام بضرورة معاقبة الميليشيات، لنكون أمام مشهد عبثي بامتياز.

أما عن الدعائية الشيعية، فلفت العبيدي أنّ الفصائل الإيرانية في العراق منذ سنوات وهي تقصف بالقرب من القواعد الأمريكية في العراق دون وقوع إصابات أو قتلى من القوات الأمريكية، وهو أمر معلوم ومتعارف عليه في الوسط العراقي، هذه مسرحية ليست جديدة علينا، ومحاولة ربطها بما يجري في غزة ما هو إلا لحفظ ماء الوجه لهذه الميليشيات ومن خلفها إيران.

وتابع العبيدي أنّ أعضاء الحكومة في الغرفة المغلقة يضغطون على بعض الميليشيات لوقف هذه المناوشات، لافتًا إلى أن الحكومة العراقية تعي جيدا أن وجود القوات الأمريكية في العراق لحمايتها، وحماية الحكم الشيعي الذي جاء على الدبابة الأمريكية في عام 2003.