عن الإيمان بآيات الله والمعاداة للمشركين واليهود.. "برهامي": نصوص القرآن يستحيل أن نتنازل عنها أو نعتقد ونقبل خلافها

  • 149
الفتح _الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية إن أهل البدع يقولون إنه لا يجوز أن نعارض الإرادة الكونيةن ونحن نقول بل نفر من قدر الله إلى قدر الله، وندفع قدر الله بالشر بقدر الله بالخير، وندفع قدر الله الذي قدره بكفر أناس بأن ندعوهم إلى الإسلام، ونجاهدهم في الله، حتى ينتهي الأمر إلى انتصار تام للإسلام في زمن نزول عيسى صلى الله عليه وسلم.


وأضاف "برهامي" في كلمة له ألقاها في محاضرة "القدس بين الثوابت والمؤامرات": الصوفية الفلسفية القائمة على وحدة الوجود، وأنه لا فرق بين العبد والرب، وبين العابد والمعبود، هذا الاعتقاد موجودة بكثرة في أبيات ابن عربي وابن الفارض، وجلال الدين الرومي، الذين يلمعونهم ويرفعوهم جدًا، ويتم إحياء تراثهم القديم، وهذا الأمر في منتهى الخطورة. فلابد أن نحذر من ذلك الدين الإبراهيمي الذي فيه اعتماد الرقص كوسيلة لإزالة الخلافات بين الأديان بزعمهم، وهي فكرة أُخذت من جلال الدين الرومي.


تابع "برهامي" أن فكرة الدين الإبراهيمي الجديد هي الدعوة لأن يترك اليهود والنصارى والمسلمون كتبهم ويُبدعوا في الرقص، من خلال طريقة الراقصين الدوارة الذين يظلوا يلفون إلى أن يقعوا في النهاية على الأرض، وفي اعتقادهم لما يحدث هذا معهم كأنه فتح عليهم، فعندهم ديانة أخرى فعلًا غير دين الإسلام. فهؤلاء الذين يريدون أن يتحول الدين إلى ذلك، ليكون صلاة، ويعود الأمر كما قال الله عز وجل "وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ" الأنفال (35)


وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية أن الدين الإبراهيمي يخالف الثوابت والعقيدة، فمن لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعه فهو كافر وهو من أهل النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "و الذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ ، لا يهودِيٌّ ، و لا نصرانِيٌّ ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلَّا كان من أصحابِ النارِ" صحيح الجامع.

 وفي كتاب الله عزّ وجل قال الله تعالى: "قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) سورة الأعراف 


أكد "برهامي" على أن نصوص القرآن يستحيل أن نتنازل عنها، أو نعتقد ونقبل خلافها، فقضية الإيمان بآيات الله عز وجل والمعاداة للمشركين واليهود هي نص القرآن، ماذا ستفعل في آية: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" المائدة 52 ؟ وقوله: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ" المائدة 72 ؟


شدد "برهامي" على أنه يجب أن ننتبه لقول الله تعالى" وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" فلن يدخل أحد الجنة وهو ليس مؤمنا بالقرآن وبآيات الله عزّ وجل ولا يكون شهيد، بل الكذابون الذين يقولون عكس هذا الكلام. يستحيل بحال من الأحوال أن يوجد أحد يدخل الجنة وهو مكذب بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن بعد بلاغه، لأنه يكذب بآيات الله، أولئك أصحاب الجحيم، هذه هي الثوابت التي لا تستقيم مع ما يسمونه الدين الإبراهيمي.