من يحسم السباق الأمريكي نحو البيت الأبيض؟

الاقتصاد والتغيرات المناخية والدعم الأمريكي لإسرائيل وأوكرانيا.. قضايا قد تحدد الرئيس الجديد

  • 22
الفتح - بايدن وترامب

بدأ العد التنازلي نحو الماراثون الانتخابي إلى البيت الأبيض بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري والتي ستُجرى في نوفمبر من العام الجاري 2024، وتمثل السياسة الخارجية الأمريكية للعالم العربي والإسلامي محور اهتمام خاصة في ظل سياسة الكيل بمكيالين في قضاياه المصيرية مقارنة بمصالح أمريكا والغرب في المنطقة، هذا إلى جانب بعض القضايا الأخرى من بينها الاقتصاد وارتفاع مؤشرات التصخم، والتغيرات المناخية، والدعم الأمريكي العسكري والاقتصادي اللامحدود لإسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة.

 إضافة إلى ما سبق فإن الدعم الأمريكي والغربي لـ"كييف" في الحرب مع روسيا هدف استراتيجي تلعبه أمريكا باقتدار لاستنزاف موسكو عسكريًا واقتصاديًا، وهو ما يعد محور ارتكاز وقضايا شائكة قد تحسم السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض.

وبطبيعة الحال يحاول كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري كسب أكبر عدد من الأصوات الأمريكية كي يفوز بهذا السباق عبر عدة أمور كاللعب بورقة غزة وأوكرانيا، ولا ننسى هنا الجالية اليهودية الأمريكية التي تبلغ نحو 7 ملايين ناخب، ويسعى كلا الحزبين لكسب أصواتها في معركته الانتخابية .

هذا ويعتزم الرئيس الحالي جو بايدن الترشح لولاية ثانية عن الحزب الديمقراطي، مع كامالا هاريس كنائبة له، بينما طعن الرئيس السابق دونالد ترامب في قرار محكمة ولاية ماين باستبعاده من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وقبلها في ولاية كولورادوا.

 وقدم الفريق القانوني له بدعوى قضائية أمام المحكمة العليا بمقاطعة كيبك "حسب وكالات أنباء".


في المقابل تطالب بعض أصوات داخل أمريكا بوقف الدعم الأوكراني، وإنفاق هذا المال لتحسين الاقتصاد، إضافة إلى تعاطف شعبي أوروبي يتصاعد يوميًا مع غزة وأهلها، وتخرج المسيرات كل حين للمطالبة بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

 في هذا الصدد، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأوروبية: بخصوص الدعم الأوروبي لأوكرانيا، فإن الوضع الأوكراني سيتأثر بالطبع بمحاولات بعض الجهات الأوروبية مناقشة استمرار هذه المساعدات أو التقليل منها، لا سيما في أمريكا التي دعمت كييف في ظل إدارة الرئيس الديمقراطي جو باين بحوالي 44 مليار دولار، هناك مطالبات داخلية أمريكية بوقف هذا الدعم، وفي الوقت نفسه تدرس الإدارة الأمريكية الحالية طلب أوكرانيا بدعمها بـ60 مليار دولار.

وأضاف هريدي في تصريح خاص لـ "الفتح" أن روسيا ضمت حتى الآن بعض الأراضي الأوكرانية لها، وتتقدم على الأرض رغم المساعدات الأمريكية والأوروبية الكبيرة لأوكرانيا، علاوة على فشل الهجوم الأوكراني المضاد في تحقيق أهدافه المعلنة له منذ عدة أشهر؛ بما يعني أن موسكو حتى الآن صاحبة اليد العليا في هذا الصراع وحتى انتهائه، لافتًا إلى أن المساعدات الأوروبية والأمريكية لم تتوقف بالنسبة لكييف، وكذلك لتل أبيب؛ فالغرب يدعمهما على طول الخط وفق مراعاة مصالحه معهما.

في حين يرى أسامة الدليل، الكاتب والمحلل السياسي، أن السباق الرئاسي لم يدخل مرحلة الاحتدام بعد في أمريكا، وأن ترامب تحدث معه حرب في المحاكم بسبب التهم المدنية والجنائية الموجهة إليه؛ أملًا في إعاقته عن المشاركة في الانتخابات ومنعه من الترشح؛ والواقع يشي بأنه قد يكون الأوفر حظًا في الشارع الأمريكي من بايدن.

وأضاف الدليل في تصريح خاص لـ "الفتح" أن مشكلة واشنطن الكبرى الآن ليست الانتخابات الرئاسية وما يكتنفها من صراع، بل ما يحدث في الكونجرس فيما يتعلق بالمناقشات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن المساعدات لأوكرانيا، وتأمين الحدود الأمريكية مع المكسيك بشأن المهاجرين الآتين من هناك، إضافة إلى قرار تأجيل الإغلاق الحكومي منذ نحو شهرين الذي لا يوجد فيه دعم لأوكرانيا؛ وبسببه انقلبت الدنيا رأسًا على عقب داخل الولايات المتحدة الأمريكية ما بين مؤيد ومعارض. علاوة على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي منذ نحو شهرين أيضًا في كييف؛ فالوضع الأوكراني صعب حاليا؛ والتساؤل المهم الذي يدور داخل أمريكا الآن هو هل سيستمر الدعم الأمريكي لأوكرانيا؟

وأردف أنه بخصوص المنافسة الانتخابية، لم تبدأ الشرارة الأولى لها؛ وإن كان الحديث يدور حول بعض الأسماء المطروحة ومن سيدعمونهم ونسبتهم وسط الشارع الأمريكي، وينبغي ألا ننسى أن بايدن نفسه يحاكم بسبب تهم فساد هو وعائلته؛ فقد فتح مجلس النواب الأمريكي تحقيقًا رسميًّا في منتصف ديسمبر الماضي لعزل بايدن على خلفية الأنشطة التجارية لابنه هانتر، مشيرًا إلى أن تقدمه في العمر قد يقلل من فرص فوزه في السباق الانتخابي.