الحفاظ على البيت من أولويات الحياة.. خبير أسري يوضح مراحل المشاكل الأسرية وطرق حلها

  • 12
الفتح - أرشيفية

قال الخبير التربوي والأسري محمد سعد الأزهري: إن لكل مشكلة أسرية مراحل، والمقصود من ذكر هذه المراحل هو شد الانتباه لذلك؛ حتى لا تصل الأمور إلى انسداد مسام العلاقة بين الزوجين.

وأوضح ا"لأزهري" في منشور له عبر صفحته الشخصية على"الفيس بوك" أن المرحلة الأولى تبدأ بارتكاب الزوجين لعدة أخطاء، سواء صغيرة أو كبيرة، وكل طرف منهما يستخدم الصمت مع الضيق، وتتكرر الأخطاء دون تصارح أو نصح أو تعديل أو اعتذار، مضيفاً: وبعد فترة تكثُر الضغوط، ويأتي الوقت الذي يُستثار فيه من أحدهما بسبب تكرار نفس الخطأ، وهذه هي المرحلة الثانية.

 وتابع: وهنا إذا لم يتمكن أحد الزوجين من النصح أو الحوار يدخل كلاهما في المرحلة الثالثة ألا وهي "الاصطدام" ويكون بالغضب والصوت العالي والخصام وتبادل التلاوم والتقريع، مستطردًا: وتظهر عبارات من عينة: أنتِ (غبية ومستهترة وعقلك مريض، وكذلك عبارات فيها شتم واستهانة)، وأيضاً تظهر عبارات من الزوجة من عينة: (أنت غير متحمل للمسئولية، ولا تحسن تربية أولادك، وأهم حاجة مصلحتك، وعندما تحتاج إلى العلاقة الخاصة ترسم دور الرومانسي الذي ينتهي فور الانتهاء منها، لذلك أنت مخادع وتلف وتدور).

وأكد الخبير التربوي أن هذه المرحلة إن لم تتوقف ويتم النقاش والحوار حول هذه العلاقة المتردية، وكيف وصلت لهذا الدرك؟، أو الاتفاق على الذهاب للمستشار الأسري في أسرع وقت، فإن تدهورها سيُدخلها في المرحلة الخطيرة والتي ينتشر فيها النزاع بين الزوجين، حيث يتم ادخال أطراف داخل النزاع كالأهل والأصدقاء والجيران، وهنا تصبح الأسرة عارية أمام الأقربين، مما يجعل الأمور تزداد صعوبة؛ لأن العند هنا يسيطر على الزوجين، ووجود أطراف أخرى تستمع لهما يجعلهما أكثر ميلاً للتنفيس عن نفسيهما أكثر من ميلهما لحل المشاكل العالقة بينهما.

وتساءل الخبير الأسري: هل يكتفي كلاهما بذلك؟!، مجيبًا: في الحقيقة لا، بل يدخلون المرحلة الأخطر وهي رحلة البحث عن حليف أو حلفاء لكلٍ منهما، مشيراً إلى أن كلاهما لا يعترف بالخطأ، فيبحث الزوج عن أبيه أو أمه لكي يأخذهما في صفه، وأحياناً يتودد لأهل الزوجة ويبحث عن حليف منها، كأن يستميل (حماه أو حماته أو أخو زوجته أو أختها)؛ ليُظهر لهم حقيقة زوجته ومحاولته الجمة في علاج المشكلة، وتقوم الزوجة بنفس الفعل تقريباً، محذراً: والأخطر والأخطر أن يقوم الزوج أو الزوجة باختيار حليف من الأولاد صغاراً كانوا أم كباراً، فتستميل الزوجة ابنها أو ابنتها وتحكي لهم مشاكل الأب وإزعاجاته المتكررة، وتطلب منهم الوقوف في صفها والدفاع عنها من هذا الأب الشرس والغشوم!

وأكمل: ويقوم الأب أيضاً بذلك، مما يساهم في تشويه الحياة الأسرية لهؤلاء الأطفال أو الأولاد أو الكبار في المستقبل، بل ويتم تشويه القدوة الأكبر لدى الأولاد؛ لأن التنقُّص المتبادل يقتل القدوات داخل الأبناء ويدمرهم بالبطيء، موضحاً أن المطلوب: عدم خروج النزاع عن المرحلة الثالثة، وذلك يبدأ بالحرص على عدم الصمت تجاه الآخر من المرحلة الأولى، مبيناً أن انتشار مشاكل الأسرة والبحث عن حلفاء للزوجين يقتل أي أسرة في مهدها؛ لأنهم لم يصبروا على الجزء السيء في حياتهما وصعّدا من درجة مشاكلهما إلى المستويات العليا، بل وصعَّبا من حل المشاكل بينهما بهدوء.

وأشار الخبير الأسري إلى أن مراحل المشكلة الأسرية حوالي خمسة مراحل:

1- كُمون.

2- استثارة.

3- اصطدام.

4- انتشار النزاع.

5- استمالة الحلفاء.


وأكد أن الرجل الحصيف، لا يسمح لمشاكل أسرته أن تقفز فوق كل المشكلات دون احتواء أو اصلاح، والمرأة الذكية هي من تدرك أن الوصول للمراحل الأخيرة معناها الانفصال، وحفاظها على بيتها له أولوية في حياتها، لذا وجب التنبيه.