يحيى الصافي لـ"الفتح": بريطانيا رأس الحربة في حلف "الناتو" لاستمرار القطب الأوحد

  • 203
الفتح - أرشيفية

قال يحيى الصافي، الباحث السياسي، معلقًا على زيارو سنواك لكييف وزيادة المساعدات العسكرية البريطانية لأوكرانيا في السنة المالية المقبلة إلى 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.19 مليار دولار)؛ أي بزيادة قيمتها 200 مليون جنيه إسترليني عن العامين الماضيين: بلا شك أن بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وغياب شمس إمبراطوريتها لتشرق في الولايات المتحدة الأمريكية ولتصبح بريطانيا تابعةً لأمريكا، وهي أول دولة في أوروبا تسارع في التوافق مع السياسة الأمريكية، بل تعدى الأمر أن تستخدمها أمريكا في بسط رؤيتها الخاصة للنظام العالمي ذي القطب الواحد؛ فما زالت واشنطن توعز للندن حتى أخرجتها من الاتحاد الأوروبي، ومن قبل حضتها ألا تكون موجودة في اتفاق "العملة الموحدة".

وأضاف الصافي لـ"الفتح": ها هي الآن تستخدم بريطانيا لتكون رأس الحربة في حلف "النيتو"؛ فهي تخرجها من الاتحاد الأوروبي لإضعاف قوة عظمى منافسة لأمريكا، ولكنها ترضى أن تكون أوروبا جيشَ دفاعٍ تحارب به عالمًا متعددَ الأقطاب يتشكل في الأفق، وأولهم الجار الأوروبي وهو روسيا الاتحادية.

وأردف أنه بعد إذ مُهد الطريق لتفكيك العلاقة بين أمريكا وبريطانيا؛ حينذاك نعلم لماذا تتصدر بريطانيا دعم أوكرانيا بهذا الثقل، وقد تم ذلك بعد فتور دعم الدول الأوروبية "حلفاء النيتو" لأوكرانيا بسبب كلفته. متابعًا: إذن هو الدور الوظيفي العالمي الذي تحرك به الولايات المتحدة دول الاتحاد الأوروبي الذي هو بمثابة الصديق المنافس للقطب الأوحد أمريكا؛ لتضرب به المنافس الجديد  -روسيا- والمزاحم لها على قمة النسق العالمي، وحتى تحافظ أمريكا على توازن الضعفاء الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية معًا لتنفرد بقمة النسق العالمي وحدها بلا منازع من صديق منافس محتمل أو عدو مناوئ محتمل، ورأس حربة الاستخدام الوظيفي العالمي هذا من قبل الولايات المتحدة هي بريطانيا.


  • كلمات دليلية
  • يحيى الصافي