• الرئيسية
  • منوعات
  • أبرزها التأخر الدراسي.. تربوي يوضح أضرار الألعاب الإلكترونية ويضع روشتة علاج

أبرزها التأخر الدراسي.. تربوي يوضح أضرار الألعاب الإلكترونية ويضع روشتة علاج

  • 85
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور أحمد عبيد، المدرس بكلية التربية جامعة الازهر: إن هناك تحديات كثيرة تواجه الأسرة المسلمة سواء كانت تحديات داخلية أو خارجية، مشيرًا إلى أن التحديات الخارجية التي تواجه الأسرة بكل فئاتها باتت واضحة وضوح الشمس، ومن ضمن تلك الفئات المستهدفة التي شغلت المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بتفكيك كيان الأسرة عن بعضه؛ هم الأطفال بمختلف أعمارهم. ممن تعقد بهم الآمال ويكون مستقبل الأمة على أيديهم، فصُنعت لهم كافة الأشياء التي تشغلهم عن الأسرة وبنائها لهم في شتى النواحي التي تؤثر على قيمهم المختلفة.

وأضاف عبيد في تصريح خاص لـ"الفتح" أن هذا لم يكن مأخوذًا من نظرية المؤامرة كما يدَّعي البعض، بل إن المتأمل في كافة البرامج المقدمة للأطفال من ألعاب الكترونية وأفلام كرتونية يدرك ما ذكرته جيدًا، فحين نجد أن بعض الألعاب ترسخ للعبث بالعقيدة حين تشترط اشتراطات في اللعبة؛ للوصول إلى نهايتها والفوز بمراحل متقدمة فيها فمن ذلك ضرورة سجود لصنم كما في لعبة "بابجي" والتي كانت بسببها ضجة في أوساط المؤسسات الدينية والتربوية، ومن الألعاب ما ترسخ للشذوذ وتنكيس الفطر السليمة لدى الأطفال.

وأوضح الخبير التربوي أن ما من لعبة الكترونية إلا ولها هدف أُعدت له بخلاف الأهداف الاقتصادية؛ لأن صناعة الألعاب الإلكترونية غالبها تكون لدى صناعها أيدولوجيات فكرية وأغلبها هدامة وليست بناءة.

وتابع: ولا يخفى على كل بصير أن الواقع المعاصر يشهد تأثرًا واضحًا بالهواتف النقالة وإدمان ما فيها، ومن ذلك: الألعاب الإلكترونية التي شغلت الصغار والكبار، ولاشك أن تلك الألعاب لها تأثير بالغ على الأطفال بشتى مراحلهم العمرية؛ لما لها من سيطرة على عقولهم، وتوجيه سلوكهم، والعبث بأخلاقهم أحيانًا.

وبسؤاله بشأن أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، أوضح "عبيد" أن المشكلة في الأساس تكمن في توفير الهواتف الذكية في أيدي الأطفال في سن مبكرة بسبب قناعات مغلوطة لدى أولياء الأمور منها: أن لعب الطفل على الهاتف ينمي ذاكرته، وينمي ذكاءه، ويكتسب خبرات لا يكتسبها في غيره، والبعض يظن أن ذلك من دور الأسرة وهو بتوفير ما يطلبه الطفل، والبعض يدعي أن ذلك مواكبة للواقع المعاصر ودلالة على تحضر الأسرة، مما يتسبب في كثير من الأضرار على المستوى الصحي والعقلي والفكري والسلوكي منها الآتي:

التأثير السلبي على عيني الطفل؛ لكثرة المكوث أمام شاشات الهواتف. تأخر الكلام لدى الطفل الصغير؛ لكثرة صمته وعدم احتكاكه بالآخرين واعتماده على السماع دون الكلام، إصابة الطفل بالانطوائية الشديدة التي تفقده القدرة على التفاعل، قلة خبرة الطفل الحياتية نتيجة عدم الاحتكاك المباشر.

واستطرد أن من ضمن الأضرار: زهد الطفل في الحركة واللعب مما يؤثر على صحته وسلوكه، وإصابة الطفل بحب الركون إلى البيت وعدم الخروج، التأخر الدراسي لدى الطفل بسبب ضياع غالب أوقاته في ممارسة تلك الألعاب.

وقدّم عبيد بعض النصائح اللازمة للسيطرة على تأثير الألعاب الإلكترونية بقوله: يجب عدم تعويد الطفل في صغره على ارتياد الهواتف النقالة، بل تعويد الطفل على ألعاب الفك والتركيب لتنمية فكره وتفكيره، مع ضرورة وضع مواعيد محددة لفتح الأجهزة الذكية في البيت وعدم تركها أمام الأطفال طوال اليوم، فضلا عن تفريغ طاقات الطفل وإشغال وقته بما يفيده بعيدًا عن الهواتف النقالة، بالإضافة إلى عدم ترك الهواتف المتصلة بشبكة الإنترنت مع الطفل بمفرده دون متابعة.

وأكد أنه ينبغي أن يرسخ لدينا أن أي مشكلة ولابد وأن يكون لها حل وإن كان على مراحل متعددة، فالهواتف النقالة أصبحت واقعًا مفروضًا على كافة الفئات بالمجتمع وخاصة الأطفال، وينبغي التعامل معها تعاملًا يتماشى مع هذا التحدي يقلل من الأضرار المحققة.

ومن الحلول المقترحة لتجنب تلك الأضرار ، أوضح عبيد أنه لابد من ممارسة الرياضة المناسبة للطفل على حسب مرحلته العمرية، وإشغاله بما يفيده، وتفريغ طاقاته في وسائل إيجابية، وجعل الهواتف النقالة وما عليها من برامج في أوقات محددة لا تزيد عن المطلوب على حسب المرحلة العمرية، مطالبًا بانتقاء الألعاب الإلكترونية الهادفة للطفل بعيدًا عن الألعاب التي تعبث بعقيدة الطفل أو أخلاقياته.