عاجل

عن "معرض الكتاب" والرد على "أحمد الدريني"

  • 1323

نشر الكاتب "أحمد الدريني" في جريدة المصري اليوم مقالة بعنوان "معرض الكتاب من ابن سيرين لابن تيمية" ، محرضا على الحضور السلفي بل والكتب السلفية في "معرض الكتاب" ومطالبا جهات لم يحددها تستطيع الفرز بين ما أسماه كتب التراث وكتب الوهابية والسلفية المتشددة. 


ثم يخفف العبارة بأنه لا يطالب بمنع أمني أو بوليس للكتب! 


ولست أدري كيف سيتم تفعيل مقترحه الذي تم جزء كبير منه بالفعل، ومن الجهة المختصة بالتصنيفات والمعايير وما هذه المعايير؟!


لا أدري أيضا  كيف تم حشر اسم ابن تيمية في عنوان المقال ولم يذكره مرة واحدة في ثنايا مقاله؟!


وأظن أن الجهات التي أشار إليهم الكاتب يعلمون جيدا أن التنظيمات المتشددة التي يعنيها الكاتب - والتي تكفر المجتمعات المسلمة فضلا عن دعوتهم لاستخدام السلاح - لا تحمل ودا لابن تيمية كما ظن الكاتب. لأن ابن تيمية كتبه تؤسس للرد على غلو هؤلاء. 

إن ابن تيمية هو من وقف مع حكام زمانه من المماليك - رغم ما كان عندهم من مظالم وجور - ضد التتار الذين كانوا يحاربون الإسلام والمسلمين ويخربون ديارهم ويستولون على أموالهم وينتهكون أعراضهم فكانت وقفته التاريخية مع بلاد المسلمين وتشجيعهم على التصدي للعدو المتوحش، ولا أدري كيف لم يدرك الكاتب هذا البعد التاريخي المهم مع قراءته المتعمقة كما يقول في  ما أسماه بتاريخ العرب!


المهم أن بعض من لا يحسن فهم كلام ابن تيمية وغيره من الأئمة أخذ فتواه عن التتار، ونزلها بالمغالطة على الدول المسلمة بحكامها وجيوشها. 


وأول من تصدى لهؤلاء وأفضل من ناقشهم وقطع حججهم هم السلفيون الذين طالب الكاتب بمنعهم ومنع إصداراتهم من معرض الكتاب!


إن المتأمل والباحث في حالة التيارات التكفيرية والمعادية للمجتمعات يعلم يقينا أن أتباعها ليس لهم عناية تذكر لا بالكتب ولا المطبوعات ولا العلم على المنهج السلفي والتراث ولا ابن تيمية ؛ وإنما هي مجرد شبهات يؤسسها أكابرهم وتنتشر بينهم عن طريق شبكات الإنترنت ومواقع التواصل المختلفة.


ولو سأل الكاتب بعض المطلعين الذين أشار إليهم لعلم يقينا هذه الحقائق.


وعلى الجميع أن يدرك خطورة تحجيم التيارات السلفية الإصلاحية غير المعادية للمجتمع، بل التي تعمل على إصلاحه، لأنها في الحقيقة هي خط الدفاع الأقوى ضد الأفكار المنحرفة وغلوهم وفكرهم، والتاريخ شاهد على ذلك.


ومن ينظر نظرات متفحصة للدول من حولنا والتي انتشرت فيها أفكار العنف والتكفير والتفجير فسيجد أن ضعف تواجد الدعاة السلفيين المعتدلين كان من أهم أسباب انتشار هذه الأفكار.


والحقيقة أننا نعيش زمن السماوات المفتوحة ووسائل التواصل والانترنت الذي وصل إلى كل البيوت مما يتيح للجميع الاطلاع والبحث والوصول إلى كل ممنوع.


ولذلك كان الأولى أن يدرك الجميع أن منع التيارات الإصلاحية من الفعاليات المختلفة والتضييق عليها في نشر وتوزيع مطبوعاتهم المنضبطة يصب في صالح التيارات الصدامية بكافة أنواعها. 


وأيضا يعطي لهذه التنظيمات حججا أقوى لتجنيد مزيد من الشباب المتدين حينما يسلطون الضوء على هكذا ممارسات، ثم ينتقلون إلى وصف من يفعل ذلك بأنه يعادي الإسلام نفسه لتستمر بعد ذلك سلسلة التكفير والعنف.