مسؤول الشؤون الإنسانية في فلسطين: الأزمة في غزة بلغت حجما لم نشهده من قبل

  • 27
الفتح - حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة من أكثر الأماكن اكتظاظا بالنازحين في القطاع

قال جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة المؤقت: إن الأزمة الإنسانية في غزة "بلغت حجما لم نشهده من قبل وتتكشف على نطاق واسع وبسرعة هائلة.

وأضاف "ماكغولدريك" أن مجتمع العمل الإنساني يستخدم كل الوسائل الممكنة لمحاولة الوفاء بالاحتياجات في القطاعات الأربعة الحيوية الرئيسية - وهي المياه والصرف الصحي، والصحة، والغذاء، والمأوى.

وتابع "لا يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا. علينا أن نعمل مع السلطات الإسرائيلية من أجل أن تقدم لنا العون والدعم والسماح بفتح المزيد من المعابر، وزيادة تدفق المساعدات، وإدخال معدات الأمن والاتصالات، وإزالة بعض المواد الأساسية من قائمة المحظورات، والبدء في معالجة حالة الطوارئ الشديدة التي تتزايد في ظل هذا الوضع".

وقال: إن بعض المواد الممنوعة من دخول غزة تعتبرها "إسرائيل" أشياء يمكن استخدامها لأغراض أخرى، بما في ذلك المضخات والمولدات وقطع الغيار وأنابيب الصرف الصحي وألواح الطاقة الشمسية وبعض المعدات الطبية، من بين أشياء أخرى. إلا أن القائمة تضمنت أيضا مواد طبية لعلاج الأمراض المزمنة، مثل: حقن إنسولين الأطفال، وسبب منعها غير معروف، مضيفا أن الأمم المتحدة تجري مناقشات مع السلطات الإسرائيلية؛ لبحث المواد المحظورة وإيجاد طرق لإزالة بعضها لأهميته في معالجة الأزمة التي "تتكشف حاليا بطريقة دراماتيكية للغاية".

وقد زار المسؤول الأممي قطاع غزة يوم أمس برفقة كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيخريد كاخ. وقال: إنه في كل مرة يزور غزة، يتدهور الوضع أكثر فأكثر حيث يعيش الناس في ظروف مكتظة وغير صحية. وأضاف أن هذه الظروف، إلى جانب الطقس البارد واستخدام المياه الملوثة، أدت إلى تفشي التهابات الجهاز التنفسي و"الأمراض التي كان قد تم استئصالها من غزة في السابق".

وأشار "ماكغولدريك" إلى الهجوم الذي وقع اليوم على مركز التدريب التابع للأونروا في خان يونس والذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 75 آخرين. وقد اشتعلت النيران في بعض مباني المجمع الذي كان يؤوي حوالي عشرة آلاف نازح؛ إذ حاول العديد من الأشخاص الفرار من مكان الحادث ولم يستطيعوا فعل ذلك، بحسب منسق الشؤون الإنسانية.

وأضاف "هذه المباني كلها جزء من نظام التنسيق لدينا والذي يغطي الأهداف الثابتة التابعة لنا ويغطي أيضاً حركة الأشخاص الذين يقومون بأعمال إنسانية. لقد وقع عدد من الحوادث خلال الشهر الماضي أو نحو ذلك، مما يجعلنا نتساءل عما إذا كان نظام التنسيق نفسه يعمل بالفعل على المستوى الأمثل".

وقال "ماكغولدريك": إن حادث اليوم هو مؤشر على ما يحدث في منطقة خان يونس، حيث يجبر الناس على التحرك بشكل مستمر نحو مناطق في أقصى الجنوب، مما أدى إلى ارتفاع عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة قبل 7 أكتوبر إلى ما يتراوح بين 1.2 و1.4 مليون شخص في الوقت الراهن.

وشدد على أن الأمم المتحدة تبذل كل ما في وسعها لتلبية الاحتياجات الأساسية، لكنها تكافح من أجل مواكبة الأعداد الهائلة، "ونتيجة لذلك، فإن الناس أنفسهم يكافحون حقاً للتعامل مع هذا الوضع. وقد بدأت الصدمة تتجلى فعلياً الآن، وبدأ الناس يدركون أن هذا الواقع سيتعين عليهم مواجهته لأجل لا يستهان به". 

وقال منسق الأمم المتحدة المقيم: إن العاملين في المجال الإنساني يواجهون العديد من التحديات الخارجة عن سيطرتهم، وهم بحاجة إلى "الحد الأدنى من المتطلبات التشغيلية" للقيام بعملهم، بما في ذلك معدات الاتصالات والمركبات المدرعة للتحرك في مناطق الأعمال العدائية، وخاصة إلى المناطق الشمالية؛ إذ لم يتلق ما يقرب من 300 ألف شخص سوى القليل من المساعدات الإنسانية أو لم يتلقوا أي مساعدات على الإطلاق.

كما سلط الضوء على الوضع المزري في المستشفيات، قائلاً: إن بعضها يعمل بدون تخدير وأو كهرباء. وأضاف أنه لا يوجد نظام إخلاء طبي حقيقي؛ إذ يوجد آلاف الأشخاص على قائمة الإجلاء، لكن لم يتمكن سوى عدد قليل من مغادرة القطاع لتلقي الرعاية التي يحتاجون إليها.

وفيما يتعلق بوضع الأمن الغذائي، قال "ماكغولدريك": إنه من المتوقع أن يكون الوضع أسوأ بكثير منذ التقييم الذي قامت به الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي خلال فترة الهدنة، وذلك بسبب عدم القدرة على جلب الإمدادات الكافية والظروف الصعبة في القطاع. وأوضح أن بقايا المحصول الأخير في غزة تباع حاليا في الأسواق، مضيفا أن القطاع الزراعي "تم تدميره وأعتقد أننا لن نرى محصولا آخر من أي نوع في غزة لعدة سنوات طويلة".