"الفاو" تطلق مبادرة لمواجهة الإيبولا بغينيا وليبيريا وسيراليون

  • 85
صورة أرشيفية

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، اليوم الأربعاء، برنامجاً مستجداً لمساعدة 90000 من الأسر الضعيفة فى غينيا وليبيريا وسيراليون على وجه السرعة، إزاء تهديد وباء "إيبولا" المتفاقم لأوضاع الإمدادات الغذائية وسبل المعيشة تحت وطأة آثاره المدمرة للاقتصادات الريفية، والأنشطة الزراعية، والأسواق.

ويرمى برنامج الاستجابة الإقليمية فى غرب إفريقيا إلى توسعة نطاق العمليات التى تباشر المنظمة بها حالياً بالتعاون مع الحكومات والشركاء، والشبكات المحلية فى قطاعات الزراعة والبيطرة والغابات، للمساعدة على وقف انتشار المرض، وتلبية الاحتياجات الغذائية الفورية والطويلة الأجل للسكان المعنيين وتدعيم أمنهم الغذائى وبناء مرونتهم فى الاستجابة. وتدعو "الفاو" على وجه السرعة إلى تعبئة 30 مليون دولار أمريكى من التمويل لدعم الأنشطة المرتبطة بالبرنامج على مدى الأشهر الاثنى عشر المقبلة.

وتتركز أنشطة البرنامج حول أربعة غايات رئيسية هى: * المساهمة فى إنقاذ الأرواح من خلال وقف انتشار المرض عن طريق التعبئة الاجتماعية والتدريب والتوعية؛ وتدعيم الدخل وزيادة الإنتاج الزراعى لحماية سبل المعيشة؛ وبناء مرونة المجتمعات المحلية فى مجابهة تهديدات المرض؛ وتعزيز التنسيق للنهوض بفعالية الاستجابة. وقال الخبير فينسنت مارتن، رئيس محور بناء المرونة الإقليمية فى داكار وهو المكتب القائم على أنشطة "فاو" فى غضون عمليات الاستجابة، "لدينا استجابة شاملة تمثل جزءاً من جهود الأمم المتحدة الكليّة لإنقاذ الأرواح وحماية سبل المعيشة".

وأضاف، "ونحن نتبع نَهجاً مزدوج المسار لمساعدة شركائنا فى الأمم المتحدة لوقف الخسائر المأساوية فى الأرواح، وفى الوقت ذاته العمل على حماية الدخل، ومستويات التغذية، والأمن الغذائى". وتشمل أنشطة تعبئة المجتمعات إجراءات الحد من مخاطر العدوى من خلال حملات التوعية، وتعزيز ناتج المحاصيل الغذائية والنقدية والماشية وإنتاج الأسماك، وتطبيق استراتيجيات التمويل المحدود حفاظاً على الدخل الريفى؛ وإنشاء نظم الإنذار والاستجابة المبكرة للحد من مخاطر فيروس إيبولا فى الواجهة المشتركة بين الإنسان والحيوان.

ومن شأن البرنامج أن يضمن أيضاً مناسقة أنشطة البلدان المستفيدة وتوفير الموارد لها عن طريق سد الثغرات فى مجالات الخبرات، وزيادة تبادل المعلومات بشأن أفضل الممارسات، وبناء الشبكات التعاونية. وقال الخبير بوكار التيجانى، المدير العام المساعد والممثل الإقليمى بمكتب "فاو" الإقليمى لإفريقيا، أن هذه الإجراءات لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك لتطبيقها، إذ إن اندلاع الوباء يحد بالفعل من القوة الشرائية للأسر الضعيفة، وهو ما يعنى غذاء أقل فى الأطباق وزيادة الأخطار الغذائية بالنسبة لأسر هى بالفعل لا تحصّل إلا وجبات الكفاف.

أما الخوف والوصمة فيهددان أيضاً بتقليص الأنشطة الزراعية، وبالتالى يعرضان الأمن الغذائى إلى الخطر". وتشير النتائج المبكرة لعمليات التقييم السريعة إلى وضع مثير للقلق. ففى سيراليون، على سبيل المثال، قال 47 بالمائة من المُجيبين على استطلاع حول "إيبولا" أن المرض سبب تعطيلاً كبيراً لأنشطتهم الزراعية.

وفى مقاطعة "لوفا"، باعتبارها أشد المناطق الريفية تضرراً فى ليبيريا، ارتفعت أسعار السلع بما فى ذلك المواد الغذائية بما يتراوح بين 30- 75 بالمائة فى أغسطس وحده من هذه السنة. وإن لم تعالج الأوضاع الآن، فإن التأثير الراهن لاندلاع الوباء على سبل المعيشة سيؤدى إلى آثار طويلة الأمد بالنسبة لرزق المزارعين والاقتصادات الريفية ككل. وحشدت "الفاو" موارد من أرصدتها الخاصة لدعم جهود الأمم المتحدة والحكومات. ومع ذلك، فهنالك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير، وتدعو المنظمة إلى تقديم دعم عاجل لتمكينها من الاستمرار فى مساعدة المجتمعات الضعيفة بالبلدان المتضررة المعرضة للخطر المباشر ووقاية مستقبلها أيضاً.