منها تطهير الفم والوضوء.. "أحمد فريد" يوضح ما يستحب فعله عند تلاوة كتاب الله ومقدار ما يقرأ في اليوم والليلة

  • 23
الفتح _ آداب تلاوة القرآن

تلاوة القرآن العظيم من أفضل الطاعات وأعظم القربات، فينبغي للمسلم إذا أراد تلاوة القرآن أن يهيئ نفسه لها، ويحصل الآداب المطلوبة لها، لينال الثواب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه

آداب تلاوة كتاب الله

قال الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية أنه يستحب للقارئ الاستياك وتطهير فمه، وتطهير بدنه بالطيب المستحب، تكريمًا لحال القراءة، لابسًا مِن الثياب ما يتحمل به بين الناس؛ لكونه بالتلاوة بين يدي المنعم المتفضل بهذا الإيناس، فإن التالي للكلام بمنزلة المكلم لذي الكلام، وهذا غاية التشريف من فضل الكريم العلام، ويستحب أن يكون جالسًا مستقبل القبلة، سُئل سعيد بن المسيب عن حديث وهو متكئ فاستوى جالسًا وقال: "أكره أن أحدِّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا متكئ"، وكلام الله تعالى أولى.

مايستحب عن قراءة القرآن 

أشار "فريد" في مقال له بعنوان "ٱداب تلاوة القرآن" نشرته جريدة الفتح، ويستحب أن يكون متوضئًا، ويجوز للمحدث، قال إمام الحرمين وغيره: "لا يقال: إنها مكروهة، فقد صح أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ مع الحديث، وعلى كل حالٍ سوى الجنابة، وفي معناها: الحيض والنفاس، وللشافعي قول قديم في الحائض: تقرأ خوف النسيان، وتكره القراءة حال خروج الريح.

- يستحب التعوذ قبل القراءة، فإن قطعها وأراد العود جدد، وإن قطعها لعذرٍ كفاه التعوذ الأول، ما لم يطل الفصل.

- ولابد من قراءة البسملة أول كل سورة (ماعدا سورة التوبة).

- ولتكن تلاوته بعد أخذ القرآن من أهل الإتقان لهذا الشأن، الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة.

- ويستحب الجهر بالقراءة، صح ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، واستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها.

- ويكره قطع القراءة لمكالمة الناس، فقد روي البخاري أن ابن عمر كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه.

- ويستحب قراءته بالتفخيم والإعراب، لما يروى: "نزل القرآن بالتفخيم"، قال الحليمي: "معناه أن يقرأ على قراءة الرجال، ولا يخضع الصوت فيه كلام النساء، قال: ولا يدخل في كراهة الإمالة التي هي اختيار بعض القراء".

- يستحب أن يفصل كل سورة عما قبلها، إما بالوقف أو التسمية، ولا يقرأ قبل الفراغ من الأولى ومنه الوقوف على رءوس الآي.

- ومنها: أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه، ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى، ويجتهد في شكره.

- ومنها: ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا، بل ما عند الله.

- وألا يقرأ في المواضع القذرة.

- وأن يكون ذا سكينة ووقار، مجانبًا للذنب، محاسبًا لنفسه.

-يتجنب القراءة في الأسواق، قال الحليمي: "وألحق به الحمام"، وقال النووي: "لا بأس في الطريق سرًّا، حيث لا لغو فيه".

الكم المستحب قراءته من القرآن في اليوم والليلة

ويستحب ختم القرآن في كل أسبوع، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ"(متفق عليه)، وروى الطبراني بسندٍ جيدٍ: سُئل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجزئ القرآن؟ فقالوا: كان يجزئه ثلاثًا وخمسًا"، وكره قوم قراءته في أقل مِن ثلاث.

تابع: والمختار -وعليه أكثر المحققين-: أن ذلك يختلف حسب الشخص في النشاط والضعف، والتدبر والغفلة؛ لأنه روي عن عثمان -رضي الله عنه- أنه كان يختمه في ليلة واحدة، ويكره تأخير ختمه أكثر مِن أربعين يومًا.