تحذيرات أممية من شن عمليات عسكرية فى رفح الفلسطينية

  • 35
الفتح - رفح الفلسطينية أرشيفية

أكثر من 1.5 مليون نازح دون مأوى.. والجوع ونقص الغذاء يهددان مئات الآلاف

"جوتيريش": اجتياح رفح قد يؤدي إلى مذبحة.. و"الصحة العالمية": سيتسبب في "كارثة لا يمكن تصورها"

واصل العدو الصهيوني مجازره الوحشية في غزة، والتي أدت إلى استشهاد قرابة 29 ألف شخص وإصابة ما يربو عن 68 ألف مصاب وجريح معظمهم من النساء والأطفال، أمام مرأى ومسمع من كافة دول العالم الأجنبية وحتى بعض الدول العربية التي تتوارى عن الظهور أو المطالبة بموقف حاسم وحازم لردع هذا الكيان الغاصب المتعطش للدماء الفلسطينية.

يأتي هذا بينما تتصدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والأراضي العربية المحتلة للعدوانِ الصهيوني موقعةً العديد من جنود وضباطِ العدو ما بين قتيل وجريح.

وطالبت وزارة الصحة الفلسطينية المؤسسات الأممية بالعمل الفوري على حماية المدنيين والمستشفيات الطبية، بعد القصف الجزئي لمجمع ناصر الطبي الذي يتعرض لعدوان وحصار صهيوني مشدد.

ودعت الوزارة على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، المؤسسات الأممية إلى منع الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها الطواقم الطبية والجرحى والنازحون.

ونفذت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف طوال أيام الأسبوع على أرجاء متفرقة من قطاع غزة من بينها شرق دير البلح، ومنطقة القرارة شمال شرق خان يونس، ومحيط مسجد علي بن أبي طالب في حي الزيتون، كما صوب الاحتلال نيرانه نحو المنازل وتجمعات النازحين موقعة مزيدًا من الشهداء والجرحى.

هذا ويخطط مجرم الحرب بنيامين نتنياهو اجتياح مدينة رفح الفلسطينية والتي تعد "الملاذ الأخير" لأكثر من مليون فلسطيني نازح، رغم التحذيرات الأممية والدولية وحتى الإقليمية، لكن جزار غزة "نتنياهو" يزعم  أن النصر "في متناول اليد"، على الرغم من أن هدفه المعلن المتمثل في "القضاء" على حركة حماس المسلحة لا يزال يبدو بعيد المنال.

وأثارت التهديدات الإسرائيلية احتجاجات من البيت الأبيض الداعم الأكبر للكيان الغاصب، وحث جو بايدن من أنه لا ينبغي شن هجوم على رفح "دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك، لكن يبدو أن واشنطن لا تملك القدرة على ردع حكومة نتنياهو الإرهابية .

الهجوم على مدينة رفح الحدودية يعرض نحو 1.5 مليون مدني فلسطيني تدفقوا عليها هربًا من القصف الإسرائيلي الوحشي لقطاع غزة، ولا توجد حماية من القصف الإسرائيلي، رغم أن عشرات الآلاف من العائلات أصبحوا لا يجدون شربة ماء نظيفة ويأكلون العشب ولم يكن هناك مكان آمن في غزة منذ أشهر.

وانتهت محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن هدنة في غزة دون تحقيق انفراجة يوم الثلاثاء مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المزمع على رفح.

وحذرت الأمم المتحدة من اجتياح عسكري إسرائيلي محتمل لرفح بجنوب قطاع غزة، قائلة إن الهجوم قد "يؤدي إلى مذبحة" في المدينة الواقعة بجنوب القطاع الفلسطيني المكتظة بما يزيد على مليون نازح.

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن شن هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة سيتسبب في "كارثة لا يمكن تصورها" ويزج بالنظام الصحي في القطاع ليقترب أكثر من حافة الهاوية، وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن العملية العسكرية في رفح الفلسطينية قد تؤدي إلى مذبحة وقد تجعل عملية الإغاثة تكاد تنتهي معربًا عن القلق الشديد بشأن تدهور الأوضاع والأمن المتعلق بتوصيل المساعدات الإنسانية في غزة.

كما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن تصاعد العنف والاعتقالات والقيود على الحركة في الضفة الغربية والقطاع يزيد الجوع بين الفلسطينيين، وأشار "الأغذية العالمي" إلى الآثار الاقتصادية السلبية المخيفة التي خلفها الوضع الراهن.. حيث فقد عدد هائل من العمال وظائفهم، واضطرت الشركات لإغلاق أو تقليص الحجم، فيما تواجه السلطة الفلسطينية نقصُا حادًا في التمويل، مما يؤثر على رواتب موظفي الخدمة المدنية.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن جريفيث، إن العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف سكان غزة مكتظون في رفح وليس لديهم طعام ويحتاجون إلى الرعاية الطبية، ولا يوجد أمامهم مكان آمن يذهبون إليه.

ولفت مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إلى افتقار العاملين في مجال الإغاثة إلى ضمانات السلامة والإمدادات والقدرات لمواصلة هذه الجهود، مبينًا أن المجتمع الدولي حذر من العواقب الخطيرة لأي غزو بري في رفح، مشددًا على أنه لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات.