"صبر ومجاهدة".. "داعية" يوضح طريق الوصول إلى الخشوع والتلذذ بالعبادة

"حمدي": القلوب قاسية والذنوب تغطيها ولابد من المجاهدة وعدم الاستسلام للمعوقات

  • 40
الفتح - الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي

قال الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي: إنه لا ينبغي أن نقارن أبدا بين ما يطلبه الله -عز وجل- منا وبين مطالب الدنيا الكثيرة، كما قال الله -عز وجل- في الحديث القدسي: "قد طلبتُ منك شيئا هو أيسر عليك من ذلك، وأنت في ظهر أبيك، فأبيت إلا الشرك"، مشيرًا إلى أنه عند التأمل في مطالب الله منا فيما يخص الفرائض، سنجد الفريضة تستغرق من عشر دقائق إلى ربع ساعة بمجموع الصلوات الخمس ساعة وربع فقط أو أقل من ذلك.

ونصح "حمدي" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بمصر بعنوان "انطلاقة قلب جديد في رمضان"- ببالمحافظة على صلاة السنة القبلية والبعدية، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة وقراءة ورد من القرآن ولو ربع ساعة، مشيرًا إلى أن هذا في الأيام العادية في غير رمضان، ومن في الكلية والجامعة يستغل مواصلاته إلى جامعته في قراءة القرآن والذكر والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغفار، وكذلك من يذهب إلى عمله، مؤكدًا أن كل ذلك غذاء للقلب.

وأضاف: وكذلك الصيام غذاء للقلب، ولن يشغلك عن شيء، وصلاة ركعتين والوتر لن يأخذ منك وقتًا، ومن صلي بمائة آية كتب من القانتين، فلو صليت بسورة الواقعة، ستأخذ منك عشر دقائق، وستكتب من القانتين، وركعة الوتر لو أخذت منك خمس دقائق، فيكون المجموع ربع ساعة أقمت الليل فيهم، مشيرًا إلى أن هذا الحد الأدنى من العبادة اليومية، متسائلًا "فلماذا تقتصر على الفرائض؟!".

وتابع "حمدي": وعن أذكار الصباح والمساء فيمكن لك أن تقولها أو بعضها وأنت في طريقك إلى البيت إن لم تستطع أن تجلس للشروق، موضحًا أننا يمكن أن نُحصِّل الحد الأدنى من نوافل الذكر، ومن نوافل الصلاة ومن نوافل الصيام طوال العام، مؤكدًا أن الذي يواظب على ذلك طوال العام، سيوفقه الله في رمضان؛ لأن الأمر لا يأتي في لحظة، لافتًا إلى أن السلف كان يقول الواحد منهم "عانيت قيام الليل أربعين سنة"، وليس كما يحدث اليوم منا، فقد يقول البعض بعد يوم أو يومين "لا أجد قلبي"، نقول له: أنت لم تفعل شيئًا بعد، فليس بعد يوم وليلة يُفتح قلبك، ولا بعد أسبوع أو شهر، وإنما بعد مجاهدة.

واستطرد: إن القلوب قاسية، والفتن والذنوب تغطي القلب، فهذا الغطاء وهذا الحاجز يحتاج أن ينجلي عن القلب ويزال الصدأ والران، فهناك كمّ كبير من الفتن في النظر فقط، فالنظر في "الموبايل" على سبيل المثال حتى لو لم تشاهد المواقع الإباحية، فمجرد  أن تتصفح قد تجد فجأة صورة امرأة عارية، إلى غير ذلك من سماع الموسيقى التصويرية أو موسيقى في الأخبار أو موسيقى في "الموبايل" فلن تعدم  أن تسمع فتنة أو ترى فتنة، مشيرًا إلى أن كل هذا يُحدث غفلة في القلب، فيحتاج إلى مجهود كبير جدًا؛ لكي تصل إلى مرحلة الخشوع، أو مرحلة اللذة، أو مرحلة التدبر ومرحلة الشعور، مؤكدًا أن الأمر يحتاج إلى ألا نستسلم بسهولة، وأنه لابد من قدر من المعالجة وقدر من المجاهدة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، ناصحًا بمجاهدة النفس وتكرار المحاولة، كما كان يفعل السلف.

كما أوصى الداعية الإسلامي بترك الربا والنميمة والسب والشتم والهمز والسخرية والاستهزاء، مشيرًا إلى أن هذه الذنوب قد تكون بغير اللسان، فقد يسخر الإنسان أو يشتم أو يستهزئ أو يتلفظ بها على الواتس من خلال الرسائل، فكل ذلك يُحصى على العبد، ويقسي القلب، مشددًا على ضرورة بذل الجهد والمجاهدة والممانعة وعدم الاستسلام للمعوقات؛ حتى يرق القلب، مشيرًا إلى أن من أهم المعينات القلبية على الطاعة، أمر الإخلاص وأمر الصدق والاحتساب للأجر واستحضار النية، وتذكر قدر الثواب والحسنات التي ستترتب على العمل، مؤكدًا أن هذا مما يهون على العبد هذه العبادة؛ لأن كل عبادة لها قدر من المشقة، فثواب باب الريان يعين الإنسان على تحمل الجوع والعطش أثناء الصيام، ناصحًا بأن يكون للإنسان خبيئة ببنه وبين ربه، وأن يحرص على إخفاء عمله؛ فإن ذلك أدعى إلى الإخلاص والقبول.