"داعية" يوضح مشروعية سجود الشكر وفضل سجود السهو وكيفيته

  • 25
الفتح - السجود أرشيفية

قال الدكتور علاء بكر، الكاتب الداعية الإسلامي: ذهب جمهور العلماء إلى استحباب سجدة الشكر لمَن تجددت له نعمة أسعدته أو صُرفت عنه نقمة أهمته، فعن أبي بكرة -رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بُشِّرَ بِهِ، خَرَّ سَاجِدًا، شُكْرًا لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-" [رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني].


سجود الشكر

وأضاف "بكر" -في مقال له بعنوان "مجاهدة النفس بكثرة السجود (13)" نشرته جريدة الفتح-: وعن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَقَتِهِ فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ, فَخَرَّ سَاجِدًا, فَأَطَالَ السُّجُودَ, حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ -عز وجل- قَدْ قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟"، قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ, قَالَ: "مَا شَأنُكَ؟"، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ -عز وجل- قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا! فَقَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ -عليه السلام- أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ -عز وجل- يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ, وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ, فَسَجَدْتُ للهِ -عز وجل- شُكْرًا" [رواه أحمد، وحسنه الألباني].  وكره "مالك" سجود الشكر، وهي رواية عن أبي حنيفة، والرواية الأخرى عنه أنه مباح؛ لأنه لم يُؤثر عنه -صلى الله عليه وسلم- عندهما مع تواتر النعم عليه -صلى الله عليه وسلم-.


سجود السهو

وأشار إلى أن من فضائل السجود التي ليستْ لغيره أنه يجبر -دون غيره- خطأ السهو في الصلاة أو الشك في عدد ركعاتها، فلا يضيع على المصلي ثواب صلاته بخطأ السهو أو الشك فيها، مع ما في ذلك مِن إرغام للشيطان الذي يسعى دائمًا لإفساد صلاة العبد.


كيفية سجود السهو

وأوضح "بكر" أن سجود السهو سجدتان يسجدهما المصلي آخر صلاته التي سها فيها أو شك، والأفضل متابعة الوارد في ذلك فيسجد قبْل التسليم فيما جاء فيه السجود قبله، ويسجد بعد التسليم فيما ورد فيه السجود بعده، ويخير فيما عدا ذلك.

واستطرد الداعية الإسلامي قائلًا: والأحاديث في ذلك عديدة، منها: حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- مرفوعًا: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَان" [رواه مسلم]، وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: (وَمَا ذَاكَ؟) قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ. [متفق عليه].