إفراد العبودية لله.. "داعية" يوضح أول وأهم سبل تحقيق تنظيم الحياة البشرية بلا انحراف أو اعوجاج

"السواح": الله هو الذي يعلم ما يصلح الإنسان وما يفسده وهو أحق في تحديد الطيب من الخبيث

  • 26
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: نحن نعيش سويًّا في مجتمع يجمعنا، وثَمَّ علاقات لا بد أن تتم بين أفراد المجتمع؛ فعلينا أن نسعى إلى الاجتماع والائتلاف والترابط، وأن نسعى في المقابل لنبذ الفرقة والاختلاف، نريد أن نعيش سويًّا ونحيا في أمن وأمان، أن أأمن على نفسي وعلى مالي، وعلى بدني وعرضي، أأمن على أولادي وعلى أهلي؛ فلا بد أن نتفق أولًا على قِيَم وقواعد نعتمدها جميعًا في حياتنا، وهي قيم وقواعد لا تصادم الفطرة السليمة والعقول الصحيحة.

وأضاف "السواح" -في مقال له بعنوان "قِيَم ومبادئ إنسانية عامة لتنظيم الحياة بلا انحرافٍ أو اعوجاج (1) رسالة الإسلام للإنسانية" نشرته جريدة الفتح-: لا بد من الاتفاق على سلطان يقوى على المحافظة على الأفراد والمجتمع، وعلى عقوبة كل مَن سعى محاولًا لهدم أو تفتيت المجتمع، وأن هذا السلطان لا بد أن يتسم بالحكمة والحلم، والعلم والقوة والقدرة، نخاف منه وهو لا يخاف من أحد، فتطبيق هذه القيم والحفاظ عليها وصيانتها دون مساس حيث لا يسمح لا لفرد أو مجتمع أن يخل بهذه القيم؛ وإلا كان نتاج ذلك الفوضى بكلِّ معناها وشمولها، فنحن نحتاج إلى قوة تحمي هذه القيم وتعاقب أي مخالف لها.


حاجة المجتمع لوجود الخالق

وتابع: فلنتفق جميعًا على أهمِّ هذه القيم الإنسانية، وهي وجود خالق نتوجه إليه بأفعالنا، وله الحق في حساب كلِّ مَن يخالف لعدله وحكمته، وعدم ظلمه لأحدٍ؛ لسعة علمه، وقوته وقدرته، مع رحمته وحلمه، وعفوه وصفحه، فيلزمنا جميعًا عند ذلك أن نقول "رضينا بالله ربًّا".


إفراد العبودية لله

وأوضح "السواح" أن العبودية لله وحده لا شريك له، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} [البقرة: 21]، وهذا هو النداء الأول بترتيب المصحف (أول نداء للإنسانية)؛ حيث نادى الله على جميع خلقه بلا استثناء أن يتوجَّهوا إلى عبادة ربهم الذي خلقهم وتكفل بأرزاقهم؛ هذا النداء للإنسانية جمعاء ليس لطائفةٍ دون أخرى، أو إقليم دون إقليم آخر، نداء لكل إنسان دب بالحياة على الأرض في أي زمان وفي أي مكان.


صفة الإله المعبود

واستطرد: إليكم وصف الإله الذي نعبده الذي انفرد بهذه الأوصاف، فلا نجد ندًّا له ولا نظيرًا، ولا شبيهًا له ولا مثيلًا، قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ . إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]


مقومات الحياة 

وأشار "السواح" إلى وجوب التنزه عن الحرام والخبائث؛ فلا نطعم إلا الحلال الطيب، فمقومات الحياة: طلب الحلال الطيب، ورفض الخبيث المحرم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[البقرة: 168].

وأردف الداعية الإسلامي: فربكم الخالق الرازق أحلَّ لنا الطيبات، فباب الحلال واسع وباب الحرام ضيق، وأمر الله تعالى عباده ألا يطعموا إلا الحلال الطيب ليطيب عيشهم، وربكم الخالق وحده هو الذي يعلم ما يصلح الإنسان وما يفسده، وهو أحق في تحديد الطيب من الخبيث؛ لأنه هو الخالق لكل شيء.