إجرام كرواتيا مع مسلمي "البوسنة والهرسك".. وما طبيعة الوجود الإسلامي الحالي فيها؟

  • 65
الفتح - جرائم الحرب ضد المسلمين في البوسنة

من أجل سكب مزيد من الوقود على نار الصراع الدائر في البوسنة وظَّف قادة الصرب الورقة الدينية على أوسع نطاق؛ لكي يوغروا، ليس صدور الصرب والكروات فقط ضد مسلمي البوسنة، بل صدور الأوروبيين والأمريكيين كذلك، ولكي يبرروا ممارساتهم الوحشية ضد المسلمين جمع الصربيون تصريحات قادة مسلمي البوسنة قديمًا وحديثًا، التي تظهر رغبتهم في إقامة دولة مسلمة في أوروبا، وزعم الصربيون أنها ستكون إيران أخرى تنشر الإرهاب في جنبات أوروبا، في حين كانت تصريحات الصربيين المعلَنة تكشف عن أن هدفهم من الحرب هو إبادة المسلمين في كل أوروبا.

كما زيّف الصربيون أحداث الحروب العثمانية في القرن التاسع عشر في البلقان بما يظهر المسلمين على أنهم غزاة متعطشون لدماء الأوروبيين النصارى وتدمير الحضارة الغربية. وقد استفادت الصرب من استغلال هذه الورقة الدينية في الحصول على دعم سياسي وعسكري من بلدان أوروبا، خاصة روسيا واليونان ورومانيا، بينما لم يحصل مسلمو البوسنة إلاّ على الدعم السياسي والمعنوي والقليل من الدعم المالي من الدول الإسلامية.


اقرأ أيضًا..

"البوسنة والهرسك".. تاريخ من جرائم الصرب والكروات بهدف الإبادة الجماعية للمسلمين


إجرام كرواتيا مع مسلمي البلقان: 

تعد كرواتيا إحدى دول يوغوسلافيا السابقة، التي استقلت عن الاتحاد اليوغوسلافي في 25 يونيو 1991م، وتقدر مساحتها بنحو 56,538 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بنحو 4,665,821 نسمة، 86% منهم نصارى، و14% مسلمون وديانات أخرى.

وبعد انقسام يوغوسلافيا السابقة إلى عدة دول، أصبح المسلمون هدفًا لاعتداءات الصرب والكروات على حدٍ سواء؛ إذ كان يسعى كل منهما للاستيلاء على أكبر قدر من أراضي الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، ولهذا عرفت منطقة البلقان أسوأ أنواع التعصب العرقي وساد فيها مفهوم التطهير العرقي الذي رفعه الصرب وشارك في تنفيذه الكروات بوحشية.

وشهد على جريمة التطهير العرقي ما عاناه المسلمون من دمار في الأنفس والممتلكات لا يمكن وصفه، وعلى الرغم من أن كرواتيا دخلت في حلف ثنائي مع البوسنة والهرسك، فإن روح العداء ما زالت هي السائدة وما زال المسلمون في معاناة وإن كانت بصورة أقل.


الوجود الإسلامي في كرواتيا:

يشبه الوجود الإسلامي في كرواتيا في تاريخه الوجود الإسلامي في دول البلقان؛ إذ كان في مجمله نتيجة للفتوحات العثمانية والدخول في الإسلام سلمًا بعد ذلك.

ويقدر عدد المسلمين في كرواتيا الآن بحوالي 600 ألف نسمة موزعين على مناطق متعددة من كرواتيا.

كما أن الوجود الإسلامي تأثر سلبًا بحرب البلقان الظالمة التي أكلت الأخضر واليابس، وإن كانت أوضاع كرواتيا الاقتصادية العامة تعد حسنة مقارنة بدول البلقان الأخرى باستثناء "سلوفينيا"، إلا أن أحوال المسلمين سيئة جدًا نتيجة للحرب والموقف العنصري ضدهم في كرواتيا.


اقرأ أيضًا..

المراكز الإسلامية في كرواتيا

يوجد للمسلمين مشيخة مستقلة في كرواتيا، كما يوجد مركز إسلامي كبير في مدينة زغرب، أما بقية المناطق فلا توجد بها مساجد.