• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • موضحًا عظمه وأهمية المداومة عليه.. "داعية": كفالة اليتيم في الإسلام عبادة وقربة ومسئولية دائمة لا يصح أن تقتصر على يوم في العام

موضحًا عظمه وأهمية المداومة عليه.. "داعية": كفالة اليتيم في الإسلام عبادة وقربة ومسئولية دائمة لا يصح أن تقتصر على يوم في العام

  • 20
الفتح - كفالة اليتيم

قال الدكتور علاء بكر، الباحث والداعية الإسلامي: "اليتيم" هو الصغير الذي فقد الأب ويحتاج إلى مَن يرعاه، قال ابن كثير -رحمه الله- في "اليتامى": "وهم الصغار الذين لا كاسب لهم مِن الآباء".

وأضاف"بكر" -في مقال له بعنوان "كفالة "اليتيم" وحنان اليوم الواحد!" الذي نشرته جريدة الفتح-: وقد جاء الحثّ على الإحسان إلى اليتيم في أكثر مِن آية في القرآن الكريم، مقترنًا بالإحسان إلى الوالدين والقربى، ومقدمًا على الإحسان إلى المساكين، قال -تعالى-: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، وقال -تعالى-: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} [النساء: 36]، وقال -سبحانه وتعالى-: {وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} [البقرة: 177]، وقال -تعالى-: {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} [البقرة: 215].

وأوضح: ولعظم دور الكفيل في حياة اليتيم، ولجسامة العبء الذي عليه، ولأهمية المسئولية التي يقوم بها، حتى صار هذا اليتيم عنده كابن مِن أبنائه في الاعتناء به والقيام بأمره جاء الشرع ببيان عظم ثوابه عند الله -تعالى- في الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا). وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا". (رواه البخاري). وعند مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: "كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ" وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.

وأشار الباحث الإسلامي إلى أن كفالة اليتيم في الإسلام عبادة وقربة، ومسئولية دائمة لا يصح أن تقتصر على يوم في العام، يُكتفى فيه بتقديم الأموال والهدايا، أو المواساة بالزيارة، ثم ينصرف الناس من حول اليتيم كل في شأن نفسه، فحاجة اليتيم ليستْ إلى المال والزيارة فحسب، وليستْ مقصورة على يومٍ في العام، ولكنه يحتاج إلى مَن يفكر في أمره ويتولى مصالحه ليل نهار، ولا يتوانى عن توجيهه وإرشاده، وتربيته وتعليمه؛ لينشأ النشأة الصالحة القويمة التي ينفع بها نفسه ويتعدى بها نفعه إلى مجتمعه عندما يبلغ رشده.

وأرشد "بكر" إلى أن الواجب علينا أن نعود إلى الفهم الصحيح لكفالة اليتيم كما يريدها منا إسلامنا؛ فيتجه القادر -ويحث غير القادر غيره- على تولي أمر اليتيم، ويكفله الكفالة التامة الدائمة في المأكل والمشرب والتربية والتوجيه، وتعليمه أحكام الدين، ونواله القسط اللازم مِن التعليم الدنيوي وتعلم حرفة أو مهنة يتكسب منها، وحفظ ماله وتنميته إن كان له مال مِن ميراثٍ أو غيره؛ فهذه هي الكفالة المطلوبة منا، والتي إن أديناها نبلغ الدرجة العالية والمنزلة الرفيعة التي لكافل اليتيم عند الله -تعالى- في الآخرة.

واستطرد الباحث والداعية الإسلامي: ولننبذ هذه المفاهيم القاصرة والتقاليع المحدثة وحنان اليوم الواحد، المسمى: "بيوم اليتيم"، فإنها مما لا تسمن ولا تغني مِن جوع، ولا تسقط عن الأمة ما لليتامى مِن حقوق في أعناق الجميع، حتى لا نكون ممن يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.