لا شقاء مع الدعاء.. "داعية": لا تغفل عن دعاء ربك في السراء والضراء وفي السر والعلن فهو سبحانه يستجيب لمن دعاه

  • 19
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، مكة لأنت أحب بلاد الله إلى الله، ولأنت أحب بلاد الله إلينا وإلى عباد الله الصالحين، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة: 12].

وأضاف "السواح" -في منشور له من هدايات سورة البقرة-: "ربكم ذو رحمة واسعة"، فقد تكفل سبحانه بأرزاق العباد جميعهم مؤمنهم وكافرهم، طائعهم وعاصيهم، برهم وفاجرهم، فيثيب الطائع على طاعته والعاصي على معصيته يوم يرجعون إليه فيجازي كلا بعمله ولا يظلم ربك أحدًا، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 12].

وأوضح أن الله سميع قريب مجيب، يسمع دعاء من دعاه، ويلبي نداء من ناداه، فلا تغفل عن دعاء ربك في السراء والضراء، وفي السر والعلن، فهو سبحانه يستجيب لمن دعاه، ويُعطي من سأله ويغفر لمن استغفره، ويتوب على من تاب إليه، فالحمد لله على فضله وإحسانه إن ربى سميع قريب مجيب الدعوات وكاشف الغُمم والكربات، فلا شقاء مع الدعاء، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 127-12].

وأكد الداعية الإسلامي أن المسلم لا يحمل في باطنه إلا الخيـر لنفسه ولغيره، وهو يدعو لإخوانه بظهر الغيب، فلا يستأثر بالدعاء لنفسه فقط ولكنه يشرك إخوانه في دعائه وهذا من فقه المؤمن، فماذا تحمل في قلبك لإخوانك من المؤمنين؟ قال تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 12].