من علامات القبول المداومة على الطاعة.. "داعية": شهر رمضان عزم على الرحيل ومن فرط فيه فليختمه بالحسنى

  • 38
الفتح - أرشيفية

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود: صدق ربنا -تبارك وتعالى- لما سمَّى رمضان (أيَّامًا) وكما قالوا: كل معدود قليل، مشيراً إلى أن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، وأن من فرط فيه، فليختمه بالحسنى، فإنما الأعمال بالخواتيم، ناصحاً: بادر -رحمك الله- أوقات الشهر الباقية، واستدرك ما مضى منه بالحسرة والندم، واختمه بالتوبة النصوح، والرجوع إلى صالح العمل.

وأضاف "محمود" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- قائلاً: لقد ظل المسلمون جميعًا شهرًا كاملاً ينالون مِن نفحات ربهم، يُرون الله مِن أنفسهم خيرًا، متقلبين في ذلك بيْن دعاء وصلاة، وذكر وصدقة، وتلاوة للقرآن، ولكن سرعان ما انقضت الأيام وتلاشت الذكريات، وكأنها أوراق الخريف عصفت بها الريح على أمر قد قدر، وإلى الله المصير، متسائلاً: كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع، وهو لا يدري هل بقي في عمره لديه رجوع؟!، مجيبا: ولكن عزائي أنا وأنت لفراق خير الأيام وانصراف أشرف الليالي، أن الله -سبحانه وتعالى- لم يجعل للطاعة زمنًا محدودًا، وللعبادة أجلاً معدودًا، فقال -تعالى-: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99].

وأكد الداعية الإسلامي على ضرورة أن تسير النفس على نهج الهدى والرشاد بعد رمضان، مشيراً إلى أن عبادة رب العالمين ليست مقصورة على رمضان، وليس للعبد منتهى مِن العبادة دون الموت، وبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!

ولفت إلى أن للقبول والربح في هذا الشهر علاماتٍ، وللخسارة والرد أمارات، وأن مِن علامة قبول الحسنة، فعل الحسنة بعدها، ومِن علامة السيئة، فعل السيئة بعدها؛ فأتبِع الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها، وأتبع السيئات بالحسنات تكن كفارة لها ووقاية مِن خطرها، قال -تعالى-: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود:114]، مضيفاً: ومداومة المسلم على الطاعة مِن غير قصر على زمن معين، أو شهر مخصوص، أو مكان مخصوص، أو مكان فاضل مِن أعظم البراهين على حسن الاستقامة، وقبول العمل.

وختم حديثه قائلاً: واعلم أن يوم العيد يوم سعيد، يسعد فيه أناس، ويشقى فيه آخرون؛ فطوبى لعبد قُبِلت فيه أعماله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) [متفق عليه]؛ فاحمد الله على بلوغ ختام الشهر الفضيل، وسله قبول الصيام والقيام والصدقات.