تأكيد مصري أردني على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.. وتحذير من خطورة الأوضاع الكارثية

  • 11
الفتح - الحرب على غزة

تواصل إسرائيل وقائع حرب الإبادة في غزة ضد المدنيين الأبرياء، خاصة مع وصول عدد الضحايا إلى أكثر من 33 ألف شهيد، وأكثر من 80 ألف مصاب. 

ولم يفق العالم من هول المشاهد القادمة من مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، حتى ارتكبت قوات جيش الاحتلال جريمة أخرى مروعة بحق عمال الإغاثة التابعين للمطبخ العالمي، ما أدى إلى قتل سبعة أشخاص يعملون لصالحها، بينهم مواطنون من أستراليا وبريطانيا وبولندا، وفلسطينيون ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، كانوا يستقلون سيارتين مدرعتين تحملان شعارها إلى جانب مركبة أخرى. 

وبالرغم من التنسيق المسبق للمؤسسة الإغاثية العالمية مع قوات الاحتلال فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودعها في دير البلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي جُلبت إلى غزة عن طريق البحر. 

هذا يتفق مع تأكيد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة مروان أبو سعدة، أن المستشفى خرج من الخدمة إلى الأبد ولا يمكن ترميمه إذ باتت جميع مباني المستشفى آيلة للسقوط، وطالب بإقامة مستشفى ميداني على وجه السرعة.

وعلى الصعيد السياسي، طلبت السلطة الفلسطينية مجدداً أن تصبح عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وفقاً لرسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفيما يتعلق بجهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ترعى القاهرة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، في محاولة لعقد هدنة جديدة تتزامن مع عيد الفطر المبارك، بعد انهيار مفاوضات الهدنة مؤخرًا نظرًا للتعنت الإسرائيلي في السماح للنازحين بالعودة إلى مناطقهم بشمال الغزة، ورفض قوات الاحتلال الانسحاب من القطاع عسكريًا، والتعنت في إدخال المساعدات. وهو ما ترفضه فصائل المقاومة الفلسطينية. 

وخلا لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، شدد الزعيمان على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء تضمن التوافق على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور تجاه تطورات القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم تأكيد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، في ظل ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية تصل إلى حد المجاعة وتدمير سبل العيش، محذرين من العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، ومطالبين المجتمع الدولي بالاضطلاع بدوره لضمان إنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية دون عراقيل لإغاثة المنكوبين في كافة مناطق القطاع، كما تم التشديد على رفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم. 

وفيما يتعلق بالجريمة الإسرائيلية ضد منظمات الإغاثة الدولية التي واجهت إدانات دولية واسعة، فقد أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الغارة الجوية التي استهدفت موظفي إغاثة دوليين في قطاع غزة تابعين لمؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن"، مما أسفر عن مقتل ٧ أشخاص تابعين لجنسيات مختلفة. 

وأكدت مصر رفضها واستنكارها القاطع لاستمرار إسرائيل في استهداف المنظمات العاملة في المجال الإنساني، والتي تقوم بدور حيوي ورئيسي في مواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، دون محاسبة أو تحمل للمسئولية عن تلك الانتهاكات السافرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. 

وجددت جمهورية مصر العربية مطالبتها بضرورة قيام إسرائيل بوضع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى ضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة موضع التنفيذ، مشددة على أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتعمدة لكافة القوانين والأعراف الدولية، وعدم مبالاتها بالاعتبارات الإنسانية التي يتفق عليها الضمير العالمي، سيؤدي الي المزيد من تأزم الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع بشكل يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً أمام اتخاذ موقف حاسم ومؤثر تجاه تلك الانتهاكات.

 وطالبت مصر بإجراء تحقيق عاجل وجدي يؤدي إلى محاسبة المسئولين عن تلك الانتهاكات الممنهجة والمتعمدة لحقوق الإنسان الفلسطيني، والامتثال التام لكافة قرارات مجلس الأمن بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، وحماية كافة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، لما يقومون به من جهود تخفف وطأة الأزمة الإنسانية التي يشهدها سكان القطاع على مدار الأشهر الماضية.