• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • الأعداء لا يتحرجون من إعلان هويتهم الدينية.. "برهامي": محاربة الدين وطمس الهوية الإسلامية لن ينتج منه إلا التمكين للأعداء

الأعداء لا يتحرجون من إعلان هويتهم الدينية.. "برهامي": محاربة الدين وطمس الهوية الإسلامية لن ينتج منه إلا التمكين للأعداء

  • 57
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية

أوضح الدكتور ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن الخطر العظيم الذي يهدد واقع أُمَّتِنا هو في المحاولات الدءوبة لتمييع الهُوِيَّةِ الإسلامية لمجتمعات المنطقة كُلِّها، والابتعاد عن الدِّين، ومُهاجَمَة الرموز الدينية -الأحياءِ منهم والأموات-، ومُصَادَرَة حَقِّ ووَاجِبِ الدعوة إلى اللهِ على بصيرة؛ لكي لا يُصبِح في المشهد مَن يتكلم باسم الإسلام إلا "داعش، والقاعدة، والشيعة، والتيارات القُطْبِيَّة والتكفيرية".

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "الحفاظ على الهُوِيَّة الإسلامية أو الدَّمَار!" نشرته جريدة الفتح-: فنجد من يقول: "الدَّعوة السلفية" وَهَّابِيَّةٌ متطرفة في زعمهم! و"الأزهر" منبع التطرف والإرهاب في كذبهم! ولا يوجد كيان إسلامي عندهم إلا وهو سبب مِحْنَة الُأَّمة! مع أن العلمانية والاشتراكية والقومية هي التي سيطرتْ على مقاليد الأمور في معظم البلدان منذ أكثر مِن قَرْنٍ مِن الزمان، تَرَنَّحَت الأُمَّةُ خِلَالَه، وخَسِرَتْ ما بأيديها، وصارت تَابِعَةً لأعدائها.

وتابع: إن الأعداء لا يَتَحَرَّجون مِن إعلان هُويتهم الدينية، في حين يهاجمون الإسلام، ويصرِّحون بأنه سَرَطان خبيث في عقل أكثر مِن 1.7 مليار مِن البشر -كما قاله مستشار "ترامب" السابق -أخزاه الله!-، مضيفًا: عندما يَتَحَرَّجُ الأكثر مِن أن يتلو -مُجَرَّدَ تِلاوةٍ- قولَ اللهِ -تَعَالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة: 120]؛ فضلًا عن فَهْمِهَا والعَمَلِ بها والدَّعْوَةِ إليها، ويَتَحَرَّجُون مِن قوله -تَعَالَى-: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) [آل عمران: 19]، وقوله: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85]، ويَتَحَرَّجُ أَقوامٌ مما يُصَرِّحُ به اليهود أن الحربَ حَرب دينٍ ومبادئ وقِيَم، فيزعم أن الحربَ ليستْ إلا على الأرض فقط! متسائلًا "فما تصنعون بالأرض إذًن؟! وأَيّ دينٍ ستعملونَ على إعلائِه فيها؟"، قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [متفق عليه].

وتعجب "برهامي" من أن بعض القائلين بأن الصراع ليس دينيًّا هم مِن المُنتَسِبِين إلى العمل الإسلامي! مؤكدًا أن الأُمَّة مُسْتَهْدَفَة في دِينها وقِيَمِها وأهدافِها؛ فصارت آمال الشباب مُعَلَّقَة بالكُرَة، وصار إحراز أهدافها هو الهدف الأكبر لكثيرٍ منهم، والفوز بمسابقاتها -أو حتى مجرد بُلُوغِها- هو الفوز الأكبر في حِسِّ كَثيرٍ منهم! والأبطال هم نجوم الفن والسينما التي يضغط الغرب بكل قوة لإدخالها لكل بلاد المسلمين، حتى تلك البلاد التي استقرت الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الدينية الرسمية فيها على المنع منها! وتحرير المرأة مِن عبوديتها للهِ لِتُصْبِح مَمْلُوكَة لأهل الشهوات والفِسق والفُجور، وتصير لعبة فوق البيع في كل تجارة فاسدة، باسم التقدم وانتصار قيم الحرية الغربية، مشيراً إلى أن هذا هو الذي يدعو إليه أعداؤنا

واختتم رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية قائلًا: إن مُحارَبَة الدين والتدين، وطمس الهُوِيَّة الإسلامية لبلادنا، لن ينتج منه إلا الخراب والتمكين للأعداء، وهم لَا يَرْقُبُونَ في مُؤمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّة، ولن يُعطوا مَن يَتحالَف معهم ويُمَكِّن لهم مِن تغيير قِيَم المُجتمعاتِ شَيئًا مما يتمناه.