داعيًا إلى البعد عن السلبية.. "داعية": لابد من وقفه مع أنفسنا لنغير ما بنا ليغير الله ما نزل بنا من بلاء

علينا ألا ننسى أن الأجيال القادمة أمانة في أعناق الأجيال الحاضرة فإما أن نتركهم فريسة سهلة للعدو وإما أن نسلمهم أمانه الإسلام عزيزة مرفوعة ناصعة لا غش فيها ولا دخن

  • 38
الفتح - الداعية الإسلامي إيهاب الشريف

قال الداعية الإسلامي إيهاب الشريف: إن الحرب لم تعد كما كانت سابقة مقتصرة على حرب اللحية أو النقاب، بل أصبحت الحرب على العقائد والثوابت والتوحيد. فإذا جلسنا نتفرج فنحن في خطر والله، ليست الأجيال القادمة فحسب.

وأضاف "الشريف" -في محاضرة له بعنوان "وقفة مع رحيل قيم الدعوة السلفية"-: انظر حولك فإن كنا حقًا أصحاب هذا الحق وحاملي هذا النور نور الكتاب والسنة، فلينظر كلٌ منا حوله ليعرف أثره في مجتمعه الصغير، وهل ظهر أثر لوجوده بينهم أم لا؟! هل لك أثر؟!

انظر في أسرتك وأقاربك كم رجلا وامرأة منهم لا يزال أسير شهواته بعيدًا عن الإسلام الصحيح؟! وأنت لم تُبلغه الحق ولم تكرر عليه الدعوة.

انظر إلى جيرانك كم رأيت من بعضهم انحرافًا في السلوك ولم يتحرك لسانك لدعوتهم ولا همتك لإنقاذهم؟!

انظر إلى الشباب في الطرقات وأنت غاد وراح أمامهم، هل فكرت في دعوتهم؟

هل فكرت في وسيلة لدعوة عشرات المتبرجات للاحتشام والتستر من غير فتنة لنفسك؟!


وتابع: كم ترى في وسائل المواصلات من منكرات وأنت ساكت عنها ولم تزد عن الحوقلة والاستغفار؟!

انظر في مسجدك الذي تداوم فيه على صلاة الجماعة، هل تهتم بالرواد الجدد تتعرف عليهم تتفقدهم إذا غابوا لمرض أو غيره فتزورهم وتشد من أزرهم في طلب العلم وحفظ القرءان؟!

انظر إلى حال نفسك منذ متى لم تزد حصيلتك من القرآن حفظًا وتلاوة ومراجعة وفهمًا وتدبرًا؟!

هل لك منهج علمي وعملي في أفرع العلم المختلفة؟!

هل قرأت كتابًا الى نهايته في السنة أو الفقه أو التوحيد؟!

هل أنت مواظب على حضور دروس العلم؟!

هل تصطحب في طريقك إلى الدرس أخًا جديدًا للاستفادة و التعود على المواظبة في طلب العلم؟!


وحث "الشريف" على ترك السلبية قائلًا: لابد لنا من وقفة مع أنفسنا لنغير ما بنا، ليغير الله ما نزل بنا من بلاء {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، نريد أن نلتزم هذا الأمر الإلهي "خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ" [البقرة: 63]، نريد قوة في العلم حفظًا للقرآن وعلما بالسنة وتطبيقًا للمعاملات الشرعية، نريد قوة في الدعوة إلى الله أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.


واستطرد الداعية الإسلامي: ولا يخدعنك الشيطان بالتوقف عن النصح بالموعظة الحسنة خوفًا من الفتنة، فأي فتنة في الكلمة الطيبة والأسلوب المهذب مع التبسم في وجه من تدعوه؟ بعيدًا عن الممارسات التي نرفضها من البعض.

نريد قوة في روابط الأخوة والمحبة بيننا، ليشتد تماسكنا وتعاطفنا وترابطنا وتناصحنا. نريد أن نصدع بالحق في كل مكان مع الصدق والإخلاص في العمل. وعلينا ألا ننسى أن الاجيال القادمة أمانة في أعناق الأجيال الحاضرة، فإما أن نتركهم فريسة سهلة للعدو، وإما أن نسلمهم أمانة الإسلام عزيزة مرفوعة ناصعة لا غش فيها ولا دخن.

الابلاغ عن خطأ