محذرًا من الخلوة.. داعية يوجه رسالة إلى كل من سلك طريق الاستقامة ثم انحرفت أقدامه في السراب

  • 15
الفتح - رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي

تأسف رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي، على كل من كانت الاستقامة عنده هدف ثم سعى في طريقها مدة من الزمن، ثم انشغل عن هدفه وتعلق قلبه بالصور التي على جانبي الطريق وكلما انشغل بها أكثر انحرفت أقدامه وغفل قلبه وتعلق بالسراب أكثر.

وأكد أبو بسيسة أن الإنسان في هذه الحياة حاله حال المسافر، مشيرًا إلى قول ابن القيم رحمه الله: "النَّاس مُنْذُ خلقُوا لم يزَالُوا مسافرين وَلَيْسَ لَهُم حط عَن رحالهم إِلَّا فِي الْجنَّة أَو النَّار والعاقل يعلم أَن السّفر مَبْنِيّ على المشقّة وركوب الأخطار وَمن الْمحَال عَادَة أَن يطْلب فِيهِ نعيم ولذّة وراحة"

ونصح الداعية كل عبد أن يفكر جيدًا في مآل أمره ومصيره لأن هذا يجعله أكثر استقامة في سيره، موضحًا أنه على العبد أن يكون مثل الغريب أو عابر السبيل، مشيرًا إلى ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وقول أبو مسلم الخولاني: "إن بين أيدينا أيامًا لها نعمل"، وقول أحمد بن حنبل: "اجعل التقوى زادك وانصب الآخرة أمامك"

ونوه الداعية إلى أن جنود الشيطان في إضلال العبد هي: الغفلة والشهوة، لافتًا إلى  أن الغفلة إزالتها باليقظة والشهوة وتحتاج إلى تهذيب متجدد وإيمان يمنع من التساهل والتفلت ويدفع إلى طريق الخير والاستقامة.

ونبَّه إلى ضرورة ألَّا ينشغل العبد بغير الطريق فيهلك، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ22" سورة الملك، مشددًا على أن عبودية المرء وتقواه واستقامته ‏لن يكتملوا حتى يُصلح خلوته ويصونها من الانحراف ويفعل فيها قربات وطاعات.


الابلاغ عن خطأ