• الرئيسية
  • الأسرة والطفل
  • "خطوات إصلاح النشء".. تربوي: نفتقد العيش بالقيم والأخلاق ونحتاج إلى تحويلها لواقع عملي لنعود خير أمة أُخرِجَت للناس

"خطوات إصلاح النشء".. تربوي: نفتقد العيش بالقيم والأخلاق ونحتاج إلى تحويلها لواقع عملي لنعود خير أمة أُخرِجَت للناس

"دياب": إذا نجحنا في تحويل النصوص إلى واقع فقد نجحنا في أن يكون الإسلام لنا منهج حياة وأن نربي أنفسنا وأبناءنا على فهم الإسلام فهمًا عميقًا وتطبيقه تطبيقًا دقيقًا

  • 38
القتح_ الخبير التربوي مصطفي دياب

قال مصطفى دياب، الخبير التربوي: إن الصين بدأت  في عام 221 قبل الميلاد ببناء أطول سور في التاريخ لحماية حدودها الشمالية والشمالية الغربية واستُكمل بناؤه عام 204 قبل الميلاد، وبلغ طوله حوالي 6400 كم وارتفاعه 7.5 متر ولم تكن الصين تبني سورا فقط، ولكن كان ثكنات عسكرية وممرات سرية ومنارات دفاعية وبوابات ضخمة وكان يرابط فيه حوالي مليون جندي.

وأضاف "دياب" -في منشور له عبر حسابه الشخصي على "الفيس بوك"-: الغريب أن خلال المئة عام الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات، وفي كل مرة لم تتسلق جنود العدو السور أو تخترقه، بل كانوا يدخلون من البوابات وما ذاك إلا لأنهم وصلوا للحراس فدفعوا لهم الرشوة فترك الحراس لهم الأبواب مُشرعة كما شاءوا، وهكذا انتشر الفساد بين أبناء المؤسسة فهوت من داخلها وبأيدي أبنائها.

وأوضح أن الصينيين انشغلوا ثلاثة مائة عام ببناء السور ولم ينشغلوا ببناء الإنسان الذي يحرس السور، وأننا متى تركنا أنفسنا وأبناءنا بغير تربية ولا توجيه فإننا نبني أجسادًا ولا نبني قلوبا ورجالا، قائلًا: إن بناء العقيدة وبناء الرجال خير وأبقى من بناء اللغات وتربية أبنائنا على فتات موائد أخلاق الغرب، إن أخلاقنا وسلوكنا تؤشر على مدى قربنا من ديننا أو بُعدنا.

وأكد "دياب" أن العبد ليدرك درجة الصائم والقائم بحسن الخلق وأن سوء الخلق يُفسد العمل كما يُفسد الخل العسل، ليس الشأن أن تحفظ النصوص المقدسة، ولكن الشأن أن تعمل بتلك النصوص في حياتك، إننا لا نفتقد مصدر القيم والأخلاق، ولكننا نفتقد من يعيش بتلك القيم والأخلاق، نحتاج أن نحول القيم والأخلاق إلى واقع عملي نحيا به وسط الأمم لنعود خير أمة أُخرِجَت للناس.

وأكد أن بداية طريق الإصلاح هو "إصلاح المصباح"، عليك بإصلاح قلبك أولا، عليك بإصلاح نفسك أولا، ومن هنا يبدأ التغيير، وإذا نجحنا في تحويل النصوص إلى واقع فقد نجحنا في أن يكون الإسلام لنا منهج حياة، وأن نربي أنفسنا وأبناءنا على فهم الإسلام فهمًا عميقًا وتطبيقه تطبيقًا دقيقًا.

وتابع "دياب": اجعل من بيتك دار الأرقم أو سعد بن معاذ، اجعل من ولدك رجلًا بصدق وعلم وصبر وإخلاص وتعلّم كيف تربي، فقد مات سعد واهتز لموته عرش الرحمن، ومر رجل بالأعمش فقال له: تُحدث هؤلاء الصبيان؟!، فقال له الأعمش: "هؤلاء يحفظون عليك دينك".

وتساءل الخبير التربوي "من منا يربي ولده ليكون بألف رجل أو برجل واحد؟!"، ناصحًا بأن تجعل من نفسك أو من ولدك رقمًا في معادلة نصرة الدين ولا تكن صفرًا، قائلًا: لقد كان صوت القعقاع في المعركة كما قال الصديق خيرٌ من ألف رجل، وقال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص في فتح مصر: "وجهت إليك أربعة نفر وأعلمتُك أن الرجل منهم مقام ألف رجل"، وهم (الزبير بن العوام - المقداد بن عمرو - عبادة بن الصامت - مسلمة بن مخلد)، وكان مسلمة عند وفاة الرسول ابن أربعة عشر عامًا وهو بألف رجل.

الابلاغ عن خطأ