استشارة أسرية

الصبر على الطاعة والبعد من المعاصي يكون بطلب العون من الله

فاطمة أحمد صابر

  • 14
الفتح - الإنشغال بوسائل التواصل

الاستشارة:

"يسر الله لي بعض أعمال الطاعات في رمضان كيف أثبت عليها بعد رمضان؟ وأيضًا لاحظت أن بعض روافد المعاصي من الطعام والشراب ومشاهدة التلفزيون وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كان يعسر عليّ الانتهاء عنها في رمضان، كيف أساعد نفسي على الانتهاء عنها في رمضان المقبل؟"

الجواب:

بداية رمضان شهر كريم فيه معونة ربانية على التغيير، وحافز كبير من مضاعفة الأجور وانحباس الشياطين، وهو فرصة حصاد لما تجنيه طوال العام لذا فمن الآن تستطيعين إتمام ما بدأتِ فيه من العادات وتكوين عادات جديدة لرمضان المقبل بإذن الله..

بداية راجعي ما كنتِ عليه قبل رمضان من خير فداومي عليه وجددي نيتك فيه، ثم اختاري عملًا قمتِ به وانشرح قلبك له وداومي عليه بقدر تطيقينه بدنيًا ونفسيًا وتطيقين الاستمرار عليه في غالب أيامك.. اقرأي في فضله واختاري منه ما يحفز نفسك وعلّقيه أمامك أو اجعليه خلفية هاتفك ليظل المعنى حاضرًا داخلك ومحفزًا للاستمرار عليه.. جربي قدرًا منه وتابعي، وإذا ضعفتِ فترة راجعي القدر وقومي بما تستطيعين منه، وتذكري قول الله عز وجل (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) الحجر.

أما المعاصي أو العادات السيئة فانظري إلى ما ورائها ما يدفعك لهذا السلوك، والسبب الذي يدفعك لها أحيانًا يكون للترفيه عن نفسك وكسر الملل أو إلهاء عن مشاعر معينة لا تطيقينها، اختاري عادات صحية تناسب احتياجك كتسمية المشاعر والتواصل مع رفيقة تساعدك في المشي أو التأمل..

أبدأي بالتدريج في التقليل من العادة السيئة وبدء العادة الصحية ولا تتوقعي من نفسك أن تنتهي سريعًا فحرمان النفس بالكلية مرة واحدة يجعلها تحتمل لفترة ثم تعود لدى أول إحباط، لكن تعويدها برفق والصبر عليها جهاد وهو أجر في حد ذاته وطريق أطول، لكن لعل بشرى الوصول فيه أقرب.

استعيني بالله على عبادته فهذا ما نكرره 17 مرة في اليوم على الأقل في كل قراءة للفاتحة في الصلاة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وهو سبحانه وتعالى مطّلع على نيتك، وحبه في قلبك ومجاهدتك في الوصول إليه، فعسى أن يهديكِ سواء السبيل.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وتقبل منا رمضان، وأعده علينا أعوامًا عديدة يا أكرم الأكرمين.