أهالي السويس محرومون من كوب ماء نظيف

قد يستطيع المواطن الاستغناء عن أشياء كثيرة بسبب المشكلات التي تعاني منها الدولة، ولكن الشيء الذي لا يستيطع المواطن الاستغناء عنه، هو المياه لأنها مصدر حياته، ومن أهم حقوق المواطن الحصول على كوب ماء نظيف.

هذا الحق حرم منه أهالي محافظة السويس، بسبب تلوث مياه الشرب التي تنقل إلى المحافظة عن طريق "ترعة الإسماعيلية" التي تبدأ من النيل بجوار شبرا بشمال القاهرة، مرورًا بمحافظتي القليوبية والشرقية، وتصل إلى قناة السويس عند الإسماعيلية، ثم تتفرع إلى فرعين أحدهما يسير إلى السويس والآخر إلى بورسعيد، وطول هذه الترعة من منبعها إلى مدينة السويس ?88 كم، لتتجمع جميع المخلفات التي تلقى في الترعة من صرف صناعي وزراعي وغيرهما من المخلفات في نهاية الترعة بمحافظة السويس، مما يؤدى إلى تلوث المياه التي يشرب منها المواطنون.

وقال "م. ص" أحد العاملين في الشركة القابضة لمياه الشرب في السويس: "إن ترعة الإسماعيلية تعد منفذ الصرف لما يزيد على ?? قرية لم يدخلها الصرف الصحي، مما تسبب في وجود نسب كبيرة من الطحالب والفطريات في المياه، فضلًا عن تراكم ?? مليار لتر من مياه الصرف في مياه شرب السويس، وتعد ترعة الإسماعيلية المصدر الوحيد لأهالي السويس في مياه الشرب ."

وأثبتت دراسات صادرة من مركز بحوث وزارة الصحة أن نسبة تلوث المياه بميكروب "السالمونيلا" ارتفعت إلى 20%، وأن 85% من حالات الإصابة بأمراض السرطان والكبد والكلية بالسويس ناتج من وجود مركبات ضارة في مياه الشرب، حيث إن ?? مليار لتر مكعب من الصرف الصحي يتراكم في مياه الشرب بالسويس، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الطحالب الخضراء الدقيقة التي يمكن أن تتحلل وتصبح مواد سامة، كما أن وجود ورد النيل وبعض الطفلة تتسببان في قلة منسوب المياه مما تسبب في عدم وصولها لأماكن كثيرة في السويس.

وأكد أحد الأطباء "بمستشفى السويس العام"، رفض ذكر اسمه، أن المياه الملوثة تجعل محافظة السويس من أكبر المحافظات في نسبة الفشل الكلوي، لافتًا إلى أن نسبة الأملاح والمركبات الرملية عالية جدًا في المياه، كما أنها تحتوي على بعض المركبات الثقيلة والضارة التي تسبب أمراضًا كالسرطان، وتنتج نتيجة لترسيب مياه الصرف الصحي في ترعة الإسماعيلية، مما يوضح سبب ارتفاع نسب السرطان في السويس، كما أن إلقاء مخلفات المصانع في خليج السويس يؤثر فى الثروة السمكية التي تنقل السموم إلى أهالي السويس.

جدير بالذكر أن محطات تنقية المياه بمحافظة السويس بدائية وتفتقر إلى الصيانة الدورية، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي، مما يُحدث تآكلا في خطوط الصرف الصحي، والذي يؤدي إلى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي في بعض المناطق.

أكد عباس محمد جودة أمين حزب "النور" بالسويس أن على الجهات التنفيذية، الإسراع في إحلال وتجديد شبكة تنقية المياه الحالية، وزيادة حصة السويس من مياه الترعة، كحل مؤقت، ووضع خطة لإنشاء خط مياه نظيف من نهر النيل إلى السويس مباشرةً لإنهاء هذه الأزمة.