عاجل

أتحدى الباش مهندس محلب

  • 147

انطلق قطار الإصلاح الاقتصادي في مصر، وأظن ألا يستطيع أحد أن يوقفه، لماذا؟ لأنه لا مفر منه لانتشال البلاد من عثرتها، ولكني أؤكد أنني سأتحدى هذا القطار، وسأقف بصدري في مواجهته، وسوف أثبت لهذه الحكومة إن شاء الله أنها لا تستطيع التدخل فى شئون حياتي للإضرار بها، وقد عقدت اجتماعا مع أهل بيتي، وهم: زوجتي، وابنتي ذات الثلاث سنوات، وقررنا الآتي:

- اختصار عدد مرات السفر إلى قريتي كل أسبوع، وجعله مرتين فقط شهريا؛ وهذا يعني توفير النصف في استهلاك البنزين، وكذلك توفير النصف في مصاريف السفر الأخرى، وما أدراكم ما هي مصاريف السفر الأخرى!

- قررنا أيضا التأكد من إضاءة لمبة واحدة في البيت، وهي اللمبة التي نجلس تحتها فقط، ولارجعة في ذلك.

- لدينا ثلاجة وديب فريزر، ووجدنا أن الديب فريرز فائدته الرئيسية أنه مملتئ على الدوام باللحوم بأنواعها؛ فقررنا بعد أن نستهلك المخزون الموجود فيه،وأن نفصل عنه الكهرباء نهائيًا، ونأكل وجبة بوجبة طازجة؛ وهذا سيوفر لنا كثيرا فى مصاريف الكهرباء، كما سوف يساعد الباش هندس محلب في تخفيف الأحمال على محطة سيدي بشر العتيقة.

- قررنا إطفاء الأنوار نهائيا لمدة ساعتين بعد صلاة العشاء كل ليلة نجلس فيها سويًا فى بلكونة الشقة التي بها إضاءة غير مباشرة من الشارع.

كنا نأكل اللحوم بأنواعها، لحوم وطيور وأسماك يوميا، وأنا من النوع الذي لا يستطيع أن يتحمل غياب اللحم يومًا واحدًا، ولكني كنت أكثر جرأة من الحكومة؛ فجعلت يومًا أسبوعيا لأكل التونة والسردين المعلب، والبيض والفول والفلافل ننتقي منها ما نشاء، ولا أكتمكم سرا أن هذا أصعب قرار اتخذته، وأعلم أن شيوخي وإخواني سيتعجبون لذلك.

قررنا إجراء توفير في استهلاك الغاز الطبيعي، وحيث يوقد البوتاجاز للطبخ مرة كل يومين بدلا من مرة يوميًا.

وفيما يتعلق باستهلاك الخضروات الطازجة، فقررنا اختصار حجم طبق السلطة إلى النصف، واختصار محتوياته أيضا إلى النصف، وأؤكد أن نتيجة هذا القرار هي في النهاية تخفيض استهلاك الخضروات إلى النصف.

يا باش مهندس محلب، أنا أرجوك عدم التدخل في شئون حياتي، ومحاولة احتساب قيمة التوفر الذي حققته مع أسرتي، وإخضاعه لأي نوع من أنواع الضرائب.

مرة أخرى أؤكد أن قرار رفع الدعم التدريجي عن الوقود هو قرار جريء، ولكنه يحتاج إلى تكثيف المراقبة والمتابعة للأسواق؛ للتأكد من عدم تجاوز الأسعار، مثل: الزيادة فى أسعار الوقود؛ حتى لا يثقل ذلك كاهل محدود الدخل، كما نأمل سرعة تحسين الخدمات؛ ليشعر المواطن البسيط أن التحسن فى حياته ومعيشته قادم لا محالة بإذن الله.