عاجل

داعش وشيماء إستايل1

  • 165

واقعة قتل الطفلة شيماء أثناء محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي في المواجهات بين الجماعة الإسلامية ومؤسسات الدولة, لقد أفقدت هذه العملية الجماعة الإسلامية أي تعاطف معها في الشارع ، وشوهت صورة التيار الإسلامي كله عند عوام المسلمين, فلماذا لا يكون هذا النموذج هو النموذج المفضل لدى المخابرات العالمية لحرب الجماعات الإسلامية؟!

إن الدول الأجنبية وأجهزتها لن تجد فرصة أفضل لتشويه الإسلام وضربه في مقتل أحسن من هذه الفرصة , وضرب وتشويه الإسلام بيد أبنائه، بل بيد الذين يدعون التمسك بتعاليم الإسلام وتطبيق الشريعة.

إن ما تدعيه داعش من إعلان الخلافة وبيعة الخليفة في الأرض التي حصلت عليها! ( بالمناسبة أليس الأسلوب التي حصلت به داعش على الأرض يدعو للتساؤل؟!)، يدعو إلى السخرية والاستهزاء بأمر عظيم وهو "الخلافة" التي لا نشك لحظة واحدة أنها ستعود مرة أخرى كما أخبر بذلك الصادق المصدوق، وأنها تعود على منهاج النبوة، ولكن كيف تعود؟ وعلى يد من تعود؟ هل تعود على يد أناس لا يعظمون حرمات الله، ولا يرفعون رأسا لحرمة مسلم سواء كان دمه أو ماله أو عرضه،ويسارعون في التكفير بالعموم والشبهة واللوازم، ويمتطون ظهر التنطع في الدين وسبيل الخوارج الغلاة الذين لم يتردد على رضي الله عنه في قتالهم؟!

على يد من لا يأبه للدماء ولا لحرمتها، وإن دم امرئ مسلم أعظم على الله من الدنيا وما فيها، وليس عليك إلا أن تتبع فيديوهات القوم وتسمع روايات الناس الذين عايشوهم وعرفوا حقيقتهم سواء في سوريا أو العراق، وتتبع مقالاتهم وكتبهم المنشورة على النت لتعرف فكر القوم، وتعرف حقيقتهم "إنهم لا يملكون قلوبا بل حجارة بل والله أقسى من الحجارة"، وربما قتلوا من كانوا بالأمس يعتقدون أنهم إخوانهم و شركاؤهم في الكفاح، وما الذي فعلوه بإخوانهم في النُّصرة ببعيد, وهذا إن دل فيدل على الجهل الشنيع بدين الله ولا يقيم الدين جاهل به.

على يد من؟ على يد البعثيين الذين هم خاصة أبو بكر البغدادي ودثاره, البعثيين  (على فرض أنهم تابوا) هذا ما يقولونه , ما علمهم بالشرعية وتفاصيلها التي يريدون تطبيقها؟! ثم أليس مستغربا أن داعش في سوريا لا تطلق رصاصة واحدة تجاه نظام بشار البعثي، وتطلق رصاصها تجاه المجاهدين خصوصا في الأماكن التي فيها قوات بشار تحتاج إلى مساعدة،أليس هذا مدعاة للتساؤل؟!

وفى العراق معروف موقفهم من أهل السنة ومن الجيش الإسلامي، وكل متابع يعرف أنهم شوكة في ظهور المقاومة السنية في العراق، خاصة الثورة السنية الأخيرة, ثم ألا يدعو للتساؤل الطريقة التي انسحبت بها قوات المالكي والرافضة أمام داعش؟!

 هناك أشياء كثيرة وعلاقات مشبوهة تجعل أي مسلم حصيف لابد أن يتساءل ولا يبنى أحكاما على أوهام وأحلام تشبه إلى حد بعيد أحلام اليقظة ليستيقظ ويجد نفسه في براثن أعدائه يتلاعبون به!

إن لعودة الخلافة سنن شرعية لابد من الأخذ بها، وسنن كونية لابد من احترامها؛ حتى يتحقق لنا ما نريد، وهذا مصداق كلام النبي صلى الله عليه وسلم "خلافة على منهاج النبوة"، وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وجهاده إلا قدوة لنا لكي نحسن الأخذ بالأسباب الإيمانية والمادية، ثم نتوكل على رب الأسباب ونوفض أمرنا إلى الله؟! فقد كان حريصا على هداية الناس إلى الإسلام، رفيقا بهم، وكان لا يقتل المنافقين الذين أخبره الوحي أنهم منافقون؛ حتى لا يقال:"إن محمدا يقتل أصحابه"!أين هذا من قتال المنافقين أولا كما يزعمون لأنهم أخطر على الأمة من الكافرين الأصليين؟! المجاهدون من أهل السنة بزعمهم هم المنافقون!

هل هذا منهج يحقق نصرا أو حتى يهزم عدوا؟! هم للأسف شوكة في ظهور المجاهدين يستغلها أعداء الإسلام أحسن استغلال.

وللكلام بقية نستكمله العدد القادم إن شاء الله تعالى...