عاجل

المجال الحيوي لمصر

  • 2154

مفهوم المجال الحيوي:هو سياسة تهدف إلى التوسع خارج حدود الدولة لضمان أمنها واستقرارها ومصالحها، ولكل دولةٍ مجال حيوي تتحرك فيه وتؤكد وجودها من خلاله، وواقع الأمر أن المعنى المجرد للمجال الحيوي يقترب كثيرًا من مفهوم (الدور الإقليمي في المنطقة)، وكان "هتلر" أبرز من استخدم هذا المصطلح في مسعاه إلى فرض السيطرة والهيمنة الألمانية على أوسع نطاق ممكن تحت حجة أنها تعد مجالًا حيويًا للأمن والمصالح الألمانية؛مما يبرر لألمانيا أن تفعل ما تشاء وتتدخل كيفما تشاء في تلك المنطقة ، ونحن لا نريد ذلك ولا نقصده ولا نرضى به  بأي حال من الأحوال، بل نريد تحقيق المصلحة العامة للمنطقة بأسرها.
 
 و«مصر» مجالها الحيوي في المنطقة العربية، و«المملكة العربية السعودية» مجالها الحيوى فى منطقة  الخليج،وهكذا وإذا علمنا أنمصر تفصلها عن ليبيا حدود سياسية تمتد بطول 1115كيلو مترتقريبا، وهى عبارة عن مناطق مفتوحة وممرات صحراوية يصعب إحكام تأمينها،وقد أديت خدمتى العسكرية بالمنطقة الغربية بسلاح حرس الحدود، وكنت أسير على خط الحدود بيننا وبين ليبيا ،ورأيت المناطق الصحراوية المفتوحة فى السلوم وحباطة وسيوة وغيرها؛ فلابد أن يكون لمصر مجال حيوى فى دولة ليبيا لاسيما فى هذا التوقيت الحرج واضطراب الأوضاع فاق كل وصف داخل ليبيا،فأصبح من الأمور الحتمية إيجاد المجال الحيوي المصري داخل ليبيا.
  
وإذا رأينا المنطقة الشرقية وسيناء والمخاطر التي تواجه مصر فى هذة المنطقة فلابد أن يكون لمصر مجال حيوى داخل دولة فلسطين ،فالمساعى المصرية الدائمة والخطوات التى تبذلها مصر من أجل التهدئة بين حركة حماس والكيان الصهيونى ،والعمل على هدوء الأوضاع فى غزة والمساعى المصرية من أجل المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وغيرهما من الحركات، والمساعدات المصرية للشعب الفلسطينى ، كل هذا هو فى نطاق المجال الحيوى المصر وحفاظا على أمن مصر القومى، وهكذا بالنسبة للمنطقة الغربية حلايب وما حولها والخطر الذى يمكن أن يأتي من هذه المنطقة.
  
فلابد أن يكون لمصر مجال حيوى فى السودان؛ إذن فلابد من المشاركة الفعالة على المستوى الإقليمى فى المنطقة العربية بشكل عام، ومع دول الجوار بشكل خاص ، وذلك عن طريق التعاون المشترك فى المجال الاقتصادى والسياسى والعسكرى والاجتماعى والأمنى والدبلوماسى، وكذا المساهمة الجدية فى حل النزاعات الداخلية لأنها فى حقيقة الأمر تؤثر بلا شك على أمن مصر الداخلى ، وهذا لايعد تدخلا فى الشؤون الداخلية لدول الجوار ،بل هو فى المقام الأول حماية لأمننا القومى ،وهذا هو سر الصراع بين بعض الدول الكبرى؛ لأن كل دولة تريد أن تبسط نفوذها على بعض الدول التى ترى أن لها تأثيرا على أمنها الداخلى حتى مع البعد الجفرافى ، وهذا ما نراه فى الصراع بين أمريكا وروسيا وغيرهما من دول العالم ،ونحن قد رأينا المخاطر التى تهدد أمن مصر من البوابة الغربية، وتهريب كميات كبيرة جدا من السلاح إلى الأراضى المصرية ، وأما البوابة الشرقية فدخول الجماعات التكفيرية وانتشار الأنفاق التى تعمل على التهريب وغيره من أخطر ما يهدد أمن مصر القومى ، وأما البوابة الجنوبية فحدث ولا حرج؛ فلابد من الاهتمام بالمجال الحيوى المصرى لدول الجوار ،وكذلك بعض دول المنطقة التى تشهد الحركات المعارضة والاضطرابات الداخلية مثل (العراق وسوريا واليمن وتونس)، ولولا الدور السابق لمصر فى ريادة المنطقة العربية لأثرت هذه الاضطرابات على مصر تأثيرا كبيرا ، فلك أن تتخيل مصر وحولها كل هذه الحروب والصراعات الداخلية فى المنطقة، فضلا عن بعض المؤامرات التى تكون من بعض دول المنطقة ، لو كانت دولة غير مصرما كانت لتثبت أمام هذه التحديات المتنوعة.
 
 اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وسائر بلاد المسلمين، والله المستعان!