إنه افتراء وبهتان

  • 130

قال بعض العلماء: الافتراء هو العظيم من الكذب، ومعني افترى أي افتعل واختلق ما لا يصح أن يكون، وقال البعض: الافتراء معناه اختراع قضية لا أصل لها، وأما البهتان فقد قال بعضهم: إنه الكذب الذي يبهت صاحبه -أي: يدهشه ويحيره- وهو أفحش الكذب؛ وهذا بالضبط يصدق علي ما فعلته إحدى الصحف المصرية الأسبوعية التي خرجت علي الناس بكذبة عظيمة وفرية مختلقة قالها أصحابها وهم بالتأكيد يعلمون أنهم يكذبون، وقد ذكروا أن "الدعوة السلفية" ممثلة في بعض قياداتها قد عقدت تحالفا مع تنظيم داعش التكفيري المخرب المدمر للأخضر واليابس!
 
وهذه الكذبة الخطيرة والفرية العظيمة قصد أصحابها تحقيق هدف معين ألا وهو الإساءة إلى هذه الدعوة المباركة، والتلبيس على عوام الناس من أجل التأثير عليهم قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ فيعطون أصواتهم لغير حزب النور الذى ينتمى معظم المنتسبين إليه لهذه الدعوة الطيبة.
 
 والحقيقة أن معظم الأحزاب فى مصر الذين يقف بعضهم خلف هذه الكذبة التي أطلقتها تلك الصحيفة فى حيرة شديدة؛ فموعد الانتخابات البرلمانية يقترب، وهم لا يدرون ماذا يفعلون؟! وكيف ينزلون وسط الناس؟! ويروجون لمرشحي أحزابهم وبرامجهم الوهمية، وهم متأكدون أن الناس لا يعرفونهم؛ وبالتالي فلا فائدة عندهم من دعايا انتخابية ليس من ورائها فائدة؛ فالناس أصبحوا يتمتعون بوعي كبير ويعلمون بوضوح شديد ما هى الأحزاب فى مصر التي تعيش بين الناس وتتفاعل معهم وتعرف معاناتهم وتحمل من همومهم ومتاعبهم اليومية ما قد يخفف عنهم بعضها، ولكن للأسف الشديد عدد هذه الأحزاب لا يتجاوز تعدادها أصابع اليد الواحدة وعلى رأسها حزب النور، وهذه الحقيقة هي التي جعلت معظم الأحزاب في مصر-وهي أحزاب كرتونية هشة- لا تجد إلا طريقا واحدا وهو وقف انتشار حزب النور في المجتمع والتضييق عليه بين الناس، ولم يجدوا لتحقيق ذلك إلا هذه الكذبة البشعة وهذه الفرية المختلقة التي لا أساس لها من الصحة، بل إنه من الملاحظ أنها تأتي بنتائج عكسية لأن عوام الناس يعرفون أن كل شيء يمكن قبوله إلا هذه الكذبة، فكيف يمكن لدعوة عقد أبناؤها مئات المؤتمرات في شرق البلاد وغربها وفي شمالها وجنوبها من أجل فضح الأفكار التكفيرية لتنظيم داعش، وتحذير المجتمع من خطورته، يتحالفون معه؟! وقد حضر هذه المؤتمرات العديد من الرجال والشباب من معظم طوائف الشعب، والكل قد علم أن الدعوة السلفية وحزب النور قد نجحوا في كشف أفكار ومعتقدات هؤلاء الداعشيين في تكفيرهم للمسلمين؛ وبالتالي استحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم بمجرد ارتكابهم لبعض الذنوب والمعاصي!
 
إن جميع طوائف الشعب أدركوا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصدق على الدعوة السلفية وعلى حزب النور هذا الادعاء المشين التي ادعته تلك الصحيفة.
 
أقول لهذه الصحيفة ولمن يقف وراءها: إن هذا الخبر المكذوب ستكون نتيجته عكسية وسرعان ما سيكتشف الناس كذب تلك الصحيفة وافترائها وضلالها، وصدق الله عز وجل الذي قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}، وقال أيضا: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} أي: لعن وقبح الكذابون.