هل وصلنا لآخر مراحل التغريب ؟

  • 147

مفهوم التغريب باختصار هو محاولات الغرب صبغ المجتمعات الإسلامية بالصبغة الغربية بدلا من الصبغة الإسلامية،  وذلك فى شتى مناحي الحياة التشريعية والأخلاقية والقيمية والسلوكية والعلاقات الاجتماعية حتى في السمت والمظهر ، بحيث يفقد المجتمع هويته الإسلامية وارتباطه بدينه الذي هو مصدر عزته وسبب انتصاره وتفوقه، هذا التغريب الذى يطلق العلمانيون والليبراليون: التنوير أو الحداثة.

وهذا هو عين العولمة ، أي يصير العالم قرية واحدة تسودها قيم واحدة وأخلاق واحدة ، وقطعا الذي يسود هو قيم القوي المنتصر كما قال ابن خلدون فى مقدمته : إن المهزوم مولع بتقليد المنتصر ، وقال نابليون: ويل للمغلوب.

وهو ما يطلق عليه أيضا الدمج الحضارى بحيث يندمج المسلمون في الحضارة الغربية، ليس فيما حققوه من تقدم فى المجالات المادية ولكن فى فلسفة الحياة القائمة عندهم على أساس اللذة والمتعة الحسية الجسدية دون تقيد بدين أو شرع أو أخلاق ، والمجتمع الغربي الآن يعيش في أزمة أخلاقية حقيقية إذا نظرنا إلى نسبة الأولاد غير الشرعيين مثلا، ونسبة الإجهاض ونسبة حمل السفاح عند البنات القصر والعزوف عن الزواج وإقامة أسرة، غير تفسخ العلاقات الاجتماعية... إلى آخره، فعلا يعيشون أزمة كبيرة، إذا لماذا تعيش المجتمعات الإسلامية بعيدة عن هذه الأزمات؟ لابد من تصديرها إليهم - هكذا يفكرون- لابد من السعي الدؤوب والمستمر لإفساد هذه المجتمعات وانهيارها أخلاقيا، وكان آخرها محاولات فرض اللواط والسحاق والشذوذ الجنسي (المثلية) على المجتمعات الإسلامية بكل قوة ، وجعلوا ممارسة فعل قوم لوط والسحاق من أهم حقوق الإنسان، والآن كل المؤسسات والهيئات والشركات العالمية تدعم هذا الشذوذ العفن ، ومنها جوجل وتويتر والاتحاد الأوروبي للكرة، حتى شركات إنتاج أفلام كارتون الأطفال وغيرها كثير، ووصلت بهم البجاحة وانطماس الفطرة أن نجد مسئولين كبارا فى الغرب يذهبون إلى المؤتمرات والملتقيات بزوجاتهم الرجال.

إنهم يحاولون بكل السبل لكى تغوص المجتمعات الإسلامية فى هذا الوحل والنتن وتنحدر إلى مستنقع الانهيار الأخلاقى ، وتقويض دعائم الأسرة والعلاقة العفيفة السامية بين الرجل والمرأة ليحل محلها هذه العلاقات الشاذة المصادمة حتى للفطرة السليمة.

يجب علينا أن نحصن أولادنا وأن ننشئهم على الفضيلة و المعاني الإيمانية والاقتداء بمنقذ البشرية رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته وعلماء الأمة ورجالها والاعتزاز بهذا الدين العظيم الذى نحمد الله أن هدانا إياه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)