• الرئيسية
  • الداعية الغيني "محمد الحافظ صو" في حواره لـ "الفتح": الشيعة وصلوا إلى كوناكري بغطاء دبلوماسي وأسسوا ثماني جمعيات في العاصمة وحدها

الداعية الغيني "محمد الحافظ صو" في حواره لـ "الفتح": الشيعة وصلوا إلى كوناكري بغطاء دبلوماسي وأسسوا ثماني جمعيات في العاصمة وحدها

  • 669
الداعية الغيني محمد الحافظ صو

نسبة النصارى لا تتعدى 3% ويحظون باهتمام أكثر من الدولة نتيجة الحماية الخارجية

المجال مفتوح أمام الدعاة والمنظمات والمراكز الإسلامية للدعوة إلى الإسلام

الدول الإسلامية مطالبة بتوفير المنح الدراسية لخريجي المدارسوالمعاهد الخيرية

كشف الداعية الغيني"محمد الحافظ صو" المدير العام لإذاعة الفضيلة، ومركز الأنصار بغينيا كوناكري، عن حجم الوجود الشيعي في غينيا كوناكري، مؤكدًا أنهم أسسوا ما يقرب من 10 مدارس شيعية أشهرها مدرسة أكبر الكبرى، تحت رعاية السفارة الإيرانية.

وأكد "الحافظ" أن ضعف الإمكانات بدولة غينيا كوناكري، وانتشار الفقر ساهم في انتشار الحركات التنصيرية تحت ستار الأعمال الإغاثية، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية من أهم المنظمات النشطة في إفريقيا عمومًا.

وأوضح أن المجال مفتوح أمام الدعاة والمنظمات والمراكز الإسلامية للدعوة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الحكومة الغينية لا تمارس أية ممارسات أو تضييقات على الدعاة، والمجال مفتوح أمام الجميع للعمل لدين الله عز وجل.

وطالب الداعية الغيني الدول الإسلامية بفتح باب المنح الدراسية بالكليات والجامعات والمعاهد العليا الشرعية لطلاب غينيا كوناكري لنشر تعاليم الإسلام في ربوع إفريقيا، ودعمهم ماديًا ومعنويًا لمواجهة حملات التنصير والتشيع، فإلى نص الحوار:

·أين تقع دولة غينيا كوناكري؟ ومتى شق الإسلام طريقه إليها؟

**تقع بين ست دول مجاورة شمالا جمهورية السنغال وشرقًا مالي وساحلالعاج، وتحدهامنالجنوبجمهوريةليبرياوالسيراليون،ويرجع دخول الإسلام في غينيا إلى فترة قديمة حتى إن بعض المؤرخين يرجعونه إلى حقبة ابن نافع الفهري في تونس الذي امتدت فتوحاته إلى بلاد الشنقيط ثم مالي وما حولها ثم إلى غينيا.

ويبلغ تعداد المسلمين حسب الإحصاءات الرسمية للدولة 95%، فالمسلمون كانوا ومازالوا يعتزون بالإسلام، وقد وقع فيهم التصوف وانتشر في إفريقيا عمومًا، لكن بفضل الله وبعد ظهور الدعوة السلفية، بدأ تأسيس المدارس الإسلامية والجمعيات العاملة في الحقل الدعوي.

·من وجهة نظرك، ما أهم احتياجات المسلمين في كوناكري؟

** غينيا تحتاج إلى عدة أشياء يمكن حصرها في ثلاث نقاط هي تكثير المنح الدراسية للطلاب المتخرجين فى المعاهد الثانوية التابعة للجمعيات الخيريةحتى يتمكنوا من نشر العلم الشرعي، ذلك لأن الكليات الموجودة في البلد لا تغطي ولا تلبي حاجة الطلاب.

كما أن الجامعات الموجودة حاليًا التابعة للمنهج الكندي وهو برنامج تدريبي تعليمي يعلم الطالب البكالوريوس والدكتوراه في تسع سنوات، وهو يحتاج إلى أشياء كثيرة ومكتبات ضخمةلاكتساب المهارات الكافية، بالإضافة إلى أهم نقطة وهو غياب التأصيل الشرعي، حيث تجد خريجي هذه الكليات لا رصيد لهم في العلم الشرعي نتيجة التعليم الكندي المفروض عليهم أو العلوم الأخرى.

والمنح الدراسية إلى الدول الإسلامية تحتاج إلىشيئين: الأول أن الكليات الموجودة في كوناكري لا تغطي الحاجة سواء من حيث المستوى أو العدد، الثاني أن الطلاب كثيرون جدًا،فهناك أكثر من 500 طالب سنويًا، والذين يقبلون في الكليات 200 طالب، إذا يبقى العدد الزائد كل سنة متكرر ولا يوجد مكان يواصلون دراستهم الشرعية.

الأمر الثاني نحن بحاجة إلى كليات متخصصة ومعاهد عليا شرعية لطلاب الثانوية تعنى بالتعليم الشرعي المتمكن، وذلك من خلال انتداب الدول الإسلامية متخصصين كمصر والسودان والسعودية وغيرها.

الأمر الثالث نريد دعم خريجى الجامعات الشرعية من البلدان العربية الذين رجعوا إلى بلدانهم ورعايتهم كي يشمروا عن ساعد الجد لنشر العلم الشرعي، ويواصلوا مسيرة الدعوة، وتحقيق هذه النقاط الثلاث كفيلة بأن تحرك المياه الراقدة في غينيا كوناكري.

·هل تمارس الحكومة في كوناكري نوعًا من التضييق على المسلمين؟

** لا تمارس الحكومة الغينية أية ممارسات قمعية أو تضييقات على الدعاة، والمجال مفتوح أمام الجميع للعمل لدين الله عز وجل، وهو ما نطالب به جميع المنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية الدعوية الخيرية لتوجيه الاهتمام إلى غينيا كوناكري، والدول الإفريقية.

·ما مدى وجود المنظمات العربية والإسلامية الدعوية في غينيا كوناكري؟

** هناك العديد من الجمعيات الإسلامية في غينيا كوناكري كجمعية أنصار السنة والمعتصمين والبر والتقوى والنصر الإسلامي، واتحاد المدارس الإسلامية وغيرها، وتقوم بدور دعوي تنموي كبير في أكثر الأماكن فقرًا؛ حيث تقدم الكساء والغذاء والدواء، وتقوم بحفر الآبار، وإنشاء المدارس والمستشفيات، والمراكز الطبية المتخصِّصة، بالإضافة لرعاية المساجد، وتقدم الدعم للمعاهد والمدارس الإسلامية، وتنظيم مسابقات للقرآن الكريم، وتقدم منحًا لهم لاستكمال دراساتهم في البلدان العربية.

·ما أبرزالتحديات التي يواجهها المسلمون في كوناكري؟

** في الحقيقة أبرز التحديات التي تواجه المسلمين فكرة التشيع، فالشيعة موجودون في "كوناكري" منذ 15 سنة ووجدوا من التعليم سبيلا لهم لتمرير معتقداتهم الفاسدة، وذلك يرجع إلى احتياج البلاد إلى المدارس الأهلية وغير الأهلية.

وتكتنف المدارس الشيعية في غينيا بعض الفئات لاسيما الفقراء والمحتاجين، ويعملون على تبني أبنائهم داخل تلك المدارس ويتكفلون بمصاريف المعيشة اليومية والمبيت، ويحدث هذا كله تحت غطاء دبلوماسي من السفارة الإيرانية.

وتعد مدرسة "أكبر الكبرى" في كوناكري من أكبر المدارس الشيعية وتضم حوزة علمية كبرى، كما أسسوا مايقرب من 10 مدارس، كما أنشئوا عدة مدارس منتشرة في الدولة منها مدرسة الثقلين، ومركز الزهراء، ومدرسة محمد رمضان في العاصمة، ومركز حمد الله وفيه حوزة دينية، ومدرسة الإمام المهدي، ومدرسة فاطمة الزهراء، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام، ويمتلك الشيعة وسائل كثيرة لإغراء الطلاب وأولياء الأمور لحثهم على دخول أبنائهم تلك المدارس.

كما أسسوا عدة جمعيات يوجد في العاصمة وحدها أكثر من ثمانى جمعيات، منها: "أهل البيت،وجمعية السيدة زينب الكبري، والإمام علي، والإمام الحسين، الإمام المهدي، وجمعية الشباب المؤمن".

ويحظى الشيعة بحماية دبلوماسية حتى إنه قيل لنا إن مدير مدرسة أكبر إيراني الجنسية تنقله السيارات الدبلوماسية من وإلى المدرسة، كما يتلقى الشيعة أموالا طائلة من اللبنانيين الذين يتمتعون بالجنسية الغينية لدعم مشاريعهم الكارثية، ويشرع الشيعة هذه الأيام في بناء مسجد كبير داخل مدرسة أكبر لنشر معتقداتهم الفاسدة.

وقضية الشيعة قضية جدية لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، ونخشى أن يعمل الشيعة في نشر الاضطرابات والفوضى ليس في غينيا كوناكري فقط وإنما في الدول الإفريقية، فهم معروفون بتاريخهم الدموي الذي لا يخفى على أحد.

وأدعو الحريصين على الإسلام أن يساعدوا إخوانهم في غينيا كوناكري والدول الإفريقية على مواجهة المد الشيعي.

·هذا هو الوضع بالنسبة للتشيع، فماذا عن التنصير؟

** أولا ينبغي أن نشير إلى أن النصرانية ديانة رسمية نظرًا لسيطرة الحكم العلماني على البلاد، فالدولة لا تفرق بين المسلمين والنصارى في الأعمال الإدراية حيث جمعوا الديانة الإسلامية والنصرانية في وزارة واحدة، وهي وزارة الشئون الدينية المكلفة بشئون ما يسمونه الديانات الأخرى.

ويتمتع النصارى بأمرين الأول الحماية الخارجية والدعم المالي، الأمر الثاني أن الحكومة تعامل النصارى كالمسلمين بالتساوي، رغم أن عدد المسلمين حسب التعداد الرسمي 90% والنصارى لا يمثلون حتى 3%، بينما يمثل اللادينيون والوثنيون 2%، فالدعم الخارجي للنصارى يجعل الحكومة تتعامل معهم معاملة خاصة، فإذا افترضنا أن الحكومة منحت مليونا للمجلس الإسلامي الوطني، فإنها تصرف للمجلس الوطني نفس المبلغ.

وينشط المنصرون مع المنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية، حيث يذهبون إلى القرى الفقيرة لتوزيع الغذاء والفطور يوميًا منذ الصباح، لمنع القرويين من حضور مجالس القرآن الكريم، حيث كان من المعتاد في القرى أن يحفظ الطلاب القرآن ويتعلمون آداب المسلمين في أشياء كالكتاتيب.

·بصفتك أحد الدعاة الذين تعلموا خارج القطر الغيني، فما النصيحة التي توجهها لطلاب الجامعات المبتعثين إلى الخارج؟

** أنصح الطلاب المبتعثين إلى الخارج أن يعودوا إلى بلادهم بمجرد الانتهاء من دراستهم الشرعية والجامعية، كي ينشروا ما تعلمونه من خير، فغينيا في حاجة إليهم، وأدعوهم ألا ينشغلوا بطلب العيش في الخارج، فالله عز وجل اختارهم من بين المئات، فلابد أن يتقوا الله وأن يعودوا إلى بلادهم لنشر الدعوة الإسلامية والمنهج السليم.

·ما الرسالة التي تحب أن توجهها إلى قادة العمل الإسلامي والدعوة؟

** أطالب المسلمين بألا يكونوا دائمًا في موقف ردود الأفعال، وأن يؤسسوا لأفعال واقعية، فينبغي أن يسبقوا دائمًا الأحداث، فلا يمكن أن نقف في مقاعد المتفرجين وننتظر تشيع الغينيين ثم نتحرك، فالغيورون على الإسلام لابد أن يسارعوا لنجدة إخوانهم ونصرة دينهم.