همسة على أعتاب الجامعة

كمامتك في حقيبتك

سلمى منصور

  • 33
أرشيفية

ها هو العام الدراسي على وشك البدء، ومع ظهور الموجة الجديدة من الوباء كان لابد من أخذ الاحترازات الوقائية اللازمة وأولها هي الكمامة، لكن ليس الوباء في الصحة الشيء الوحيد الذي نحتاج للوقاية منه، فلقد تعددت الفتن والأوبئة القلبية والمجتمعية أيضا، لذا كان لابد كذلك من التحصن منها بالكمامة أيضا، لكن كمامتك كفتاة جامعية ليست قماشية يا عزيزتي بل كمامتك وحصنك هو التخلق بخلق الأمانة.

الأمانة هي كل ما استئمنت عليه، قال نبيك صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، وفي مرحلتك الجامعية هذه فلقد استرعاك الله على كل نعمة امتن عليك بها سبحانه، فهيا اخرجي كمامتك من حقيبتك وحصني نعم ربك عليك بها.

حياتك وعمرك نعمة فحصنيها باغتنامها فيما يفيد من عمل صالح وعلم نافع ومهارة متقنة ولا يغرنك كثرة اللاهين، أمانتك تقتضي أن تستعليهم بإنجازاتك لا بكثرة لهوهم.

جسدك نعمة استئمنت عليها فلا تضيعيها لا دينيًا ولا صحيًا، فعليك الحجاب وصون العرض 

وكذا الغذاء السليم والتنظف والاهتمام.

الروح والقلب النابض بين جنبيك نعمة، أمانتك فيها أن تمديها باحتياجها من الغذاء الروحي وهو كل عمل قلبي يحقق إيمانها وحبها وتعلقها بمن خلقها وسواها سبحانه، وكذلك رعاية أسقامها والبعد عن كل ما يضعفها.

الرزق المتنوع الذي وهبك الله هو نعمة، فدخولك الجامعة بتخصصها النافع لك وتهييئ أسباب الاستمرار فيها نعمة، وكذلك كل ما يميز هذه المرحلة من حرية وريعان شباب وبريق عقل وتخصص في علم، فاحفظي نعمة الله عليك بتحقيق الأمانة فيها.

العلاقات التي تقيمينها نعمة فحققي الأمانة فيها بالحسن في انتقاء الأشخاص وإعطاء كل ذي قدر قدره والود في المعاملة وحفظ المجالس والأسرار والأموال.

أسرتك التي ساعدتك للوصول إلى هذه المرحلة الجميلة نعمة فأدي أمانتك فيهم بالبر والإحسان والرفق بهم وصون تربيتهم وحفظ كرامتهم في بعدك عنهم .

هويتك التي تميزك نعمة، فحافظي على هويتك الإسلامية ومصريتك أيًا كانت جنسية جامعتك أو موقعها، احفظي على نفسك الدين والسمت الحسن واجمعي العلم النافع الذي تخدمين به وطنك وأمتك وتبرهنين به عن هويتك.

وأخيرًا يا عزيزتي أنت الأمين الأوحد في هذه الدنيا على ما استرعاك الله عليه من نعم وأنت وحدك من يقيم هل أديت الأمانة أم غير ذلك!

وختامًا أود أن أخبرك أنك ستواجهين من يقول الإيمان والأمانة في القلب والظاهرلا عبرة له 

وهراء هذا القبيل، الحقيقة أن الظاهر دليل على الباطن فكل إناء بما فيه ينضح، فما قيمة الكمامة إذا ظلت في الحقيبة؟