حديث العالم | ما الفرق بين "الأوميكرون" وبعض سلالات كورونا الأخرى.. وكيف تتم مواجهة الوباء ؟

  • 35

تباينت التصريحات والتقارير الطبية بشأن متحور فيروس كورونا الجديد، الذي تم اكتشافه في دولة جنوب إفريقيا وعُرف باسم "الأوميكرون"، فالبعض يرى أن المتحور غير مقلق وأن أعراضه خفيفة، بينما يرى آخرون أنه أسرع في الإنتشار وأكثر خطورة من المتحورات السابقة، وهو ما يؤكده قرار بعض الدول تعليق الطيران مع جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها.

جنوب إفريقيا ورسالة إلى العالم

من جانبها، تحاول دولة جنوب إفريقيا أن تبعث رسالة طمأنينة إلى العالم، حيث تؤكد كافة التقارير الطبية الصادرة عن جنوب إفريقيا أن أعراض المتحور خفيفة وغير مقلقة، كما تشير التقارير ذاتها أنه لا داعي لوقف أو تعليق الطيران مع جنوب إفريقيا، بدعوى أن الفيروس أو المتحور ليس خطيرا.

وطالبت جنوب إفريقيا دول العالم بإعادة فتح الطيران بينها وبين جميع الدول، واصفة قرار تعليق الطيران معها بأنه عقاب من تلك الدول.

عودة على نفس الطائرة

بدورها، اتخذت مصر مجموعة من الإجراءات الاحترازية الإستثنائية، حيث قررت مصر وقف وتعليق الطيران مع دولة جنوب إفريقيا بشكل نهائي، كما قررت عدم استقبال أي مواطنين من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها – حتى لو عن طريق الترانزيت -  إلا بعد الخضوع لتحليل الـ PCR .

ووفقا لنتائج تحاليل الـ PCR   يتم اتخاذ قرار السماح للوافدين بالدخول إلى مصر أو منعهم، إذ أن من أثبت التحاليل إيجابية عينته يتم منعه من دخول البلاد، وإعادته إلى البلد التي أتى منها على متن نفس الطائرة التي قدم عليها، أما من كانت عينته سلبية فيتم حجره صحيا أولا.

الفرق بين "الأوميكرون" وسلالة دلتا

قال الدكتور محمد عز العرب، استاذ الكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن أعداد المصابين بسلالة "الأوميكرون" قليلة وفردية على مستوى الدول، لكنه لوحظ أن دولا عدة اعلنت عن تسجيل حالات إصابة بهذه السلالة، حيث أعلنت دولا مثل بريطانيا، هولندا، ايطاليا، الدنمارك وبلجيكا وغيرهم من الدول وصول متحور "الأوميكرون" إلى بلادهم.

وأشار عز العرب في تصريحات لـ "الفتح" إلى أن دراسة التسلسل الجيني لسلالة الـ "الأوميكرون" أوضحت أن شكل الغلاف الشوكي لها يختلف كثيرا عن السلالات السابقة، وأن عدد الطفرات التي حدثت على غلاف "الأوميكرون"  أكثر بكثير من الطفرات التي حدثت في سلالات كورونا التي كانت من قبل، سواء دلتا أو ألفا أو بيتا أو جاما.

وأوضح عز العرب أن متحور دلتا كان سريع الانتشار واكتسح العالم كله لدرجة أن أكثر من 80% من إصابات كورونا الموجودة حاليا في العالم هي من دلتا، مشيرا إلى أن هناك مخاوف حقيقيا أن يكون متحور "الأوميكرون"  أخطر وأسرع انتشارا من دلتا، لافتا إلى أن نسبة انتقال العدوى في دلتا وفقا لمفهوم الـ RO توضح أن كل شخص قادر على نقل العدوى إلى 6 أشخاص آخرين، والـ 6 ينقلونها إلى 36 شخصا، وهكذا في متوالية عددية.

وأكد استاذ الكبد أن بعض السلالات تكون أسرع انتشار من الأخرى، لذا هناك تخوف من سرعة انتشار المتحور الجديد، لدرجة أن هناك توقعات لم يثبت مدى صحتها حتى الآن، تتوقع أن الشخص الواحد في متحور "الأوميكرون" يمكن أن يُعدي 36 شخصا، مؤكدا أن هذا تطور رهيب في تحورات كورونا لا سيما بعد كان الفرد في السلالة الأولى من كورونا يعدي 2.6 شخصا تقريبا.

تعليق الدخول تماما

وأشاد عز العرب، بالإجراءات الإحترازية التي أعلنت عنها الحكومة لمواجهة متحور "الأوميكرون"، كتعليق الطيران مع دولة جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى توقيع الكشف على القادمين من الدول الأخرى، حيث اشترطت مصر على الوافدين إليها الخضوع لاختبار التحليل الـ PCR  ، ومن يثبت إيجابية عينته يتم منعه من دخول مصر، أما من كانت عينته سلبية فيخضع للحجر المنزلي.

ويرى عز العرب أن الأفضل هو عدم استقبال الوافدين من دولة جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها، سواء قدموا إلى مصر بطريقة مباشرة أو عن طريق "الترانزيت"، مطالبا بعدم استقبال مواطني هذه الدول بصورة مؤقتة حتى تتضح الرؤية، مبررا ذلك بأن حساسية الـ pcr لا تكون دقيقة بنسبة 100% بل تصل لـ 65% فقط، بمعنى أن كل 100 فرد لديه فيروس يتم اكتشاف 65 فقط، أما الـ 35 الآخرين قد يحملوا الفيروس لكن التحليل يكون سلبي رغما عن ذلك.

وأعرب عز العرب عن مخاوفه من أن يمر شخص إلى الداخل المصري دون اكتشاف أنه يحمل الفيروس، ومن ثم يتم نقل العدوى إلى بعض المواطنين لدينا ممن يعملون في المطارات أو الموانئ، وهو ما قد يهدد صحتهم أو صحة ذويهم وأسرهم عند عودتهم من العمل إلى المنزل.

تطبيق الإجراءات الاحترازية

وطالب الدولة بضرورة تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى توفير الكمامة الطبية المطابقة للمواصفات، وتوضيح كيفية وطريقة ارتدائها بالصورة التي تجعلها توفي بالغرض منها وتوفر الحماية اللازمة، بالإضافة إلى أهمية التأكيد على التباعد الاجتماعي وتجنب الزحام.

وأكد عز العرب أن الفترة الاخيرة شهدت تهاونا ملحوظا في تطبيق الإجراءات الإحترازية، مشددا على ضرورة تشديد الرقابة على عودة وتطبيق تلك الإجراءات مرة أخرى، لاسيما في المصالح الحكومية وفي المواصلات والنقل العام، بالإضافة إلى فتح المجال للأجازات المرضية لمن تظهر عليه الأعراض حتى يتم التأكد من سلامته.

كما طالب عز العرب بأن يتم التوسع في عمل المسوحات، والتوسع في عمل الـ pcr  وتوفيره بشكل أكبر في الأقاليم وفي عواصم المحافظات، موضحا أن هذه المسوحات سوف تساهم في معرفة نوع السلالة التي يُصاب بها الشخص، واكتشاف إذا ما كانت الإصابة هي لمتحور دلتا أو "الأوميكرون" أم لغيرهما.

ولفت استاذ الكبد إلى أن الحكومة لا تقوم بعمل المسوحات بالعدد الكافي، ولا بالصورة التي تتناسب مع وضع مصر من حيث الامكانيات أو من حيث عدد السكان، ومن ثم لابد من التوسع في إنشاء معامل التحاليل الخاصة بعمل الـ pcr  ، وأن تتواجد هذه المعامل بصورة أكبر في عواصم المحافظات .

وشدد عز العرب على ضرورة مراقبة المواطنين القادمين للمصالح الحكومية، وكذلك تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، علاوة على زيادة الوعي الصحي للمواطنين عن طريق التوعية الصحية، سواء من خلال وسائل الإعلام أو من خلال الحملات التي تنظمها وزارة الصحة، مطالبا بتفعيل المراقبة الدقيقة من خلال الجهات التنفيذية لتطبيق الاجراءات الإحترازية بكافة حذافيرها.