خسائر بشريّة فادحة في صفوف الحوثيين على جبهة مأرب

تقرير- محمد عبادي

  • 46
خسائر الحوثي

تستمر المعارك على جبهات عديدة في اليمن، بين التحالف العربي لدعم الشرعية وميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا، ما يُعرض الميليشيا لخسائر بشريّة فادحة، ورغم ذلك تستميت الميليشيا من أجل دخول مدينة مأرب الاستراتيجية الغنيّة بالنفط، وقد اعترفت ميليشيا الحوثي بمقتل 14700 من عناصرها في معارك مأرب منذ يونيو الماضي.

 

التحالف العربي يوسع نطاق الاستهداف ويضرب مواقع صواريخ سريّة

 

وفي خضم معاركه الكبرى مع الميليشيا الإيرانية، وسّع التحالف المناطق المستهدفة، وتمكن من ضرب عدد من المواقع السرية المخصصة لإطلاق الصواريخ الباليستية في مهمة جوية بصنعاء اليمنية، وتدمير أهداف عالية القيمة في حي ذهبان، وقد اتخذت الميليشيا المستشفيات ومواقع المنظمات والمدنيين كدروع بشرية. كما استهدفت عمليات التحالف مخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوي واتصالات لإطلاق طائرات مسيرة في محافظات صنعاء وصعدة ومأرب اليمنية.

وتأتي العلميات العسكرية السعودية النوعيّة ردًا على عمليات عسكرية حوثية تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، مثل محاولة استهداف مطار نجران، بالطائرات المسيرة انطلاقًا من مطار صنعاء الدولي.

 

من جهته قال مطهر الريدة، المحلل السياسي اليمني، إنّ ميليشيا الحوثي تستميت من أجل السيطرة على مأرب، تنفيذًا للأجندة الإيرانية، التي تريد أن تسيطر على الأراضي في مأرب، لاستخدامها كورقة استراتيجية في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، حول ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي، لافتًا إلى أن المدينة الغنيّة بالنفط تقف عصيّة على الميليشيا الإرهابية التي حاولت بكل طريق اقتحام المدينة.

ولفت الريدة إلى أن الاعتراف الحوثي بمقتل قرابة 15 ألف من عناصرها في معارك مأرب منذ يونيو الماضي، لهو محاولة إثبات حوثية للمشغل الإيراني، أنّهم لم يقصروا في المعركة الدائرة قبل شهور، وهو أمر لن تقبله إيران، وستضغط على الوكلاء في اليمن من أجل اقتحام المدينة.

 

وأشار المحلل السياسي اليمني إلى حالة الجمود في مفاوضات الحل السياسي بين جميع الأطراف، بما فيها الجهود التي تقودها الأمم المتحدة والولايات المتحدة لترتيب وقف لإطلاق النار في اليمن، لافتًا أن الخطر النووي الإيراني يزيد من القلق والتوتر في الإقليم والعالم، وهو ما يقلل من الرغبة في حل الصراع اليمني على وجه السرعة.

من جانبه أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال استقباله لهانس جرودنبرج، مبعوث الأمم المتحدة لليمن، بمقر الأمانة العامة للجامعة، عن بالغ القلق حيال التصعيد الحوثي، المدعوم إيرانياً، خاصة على جبهة مأرب التي تضم ملايين النازحين الذين فروا من ويلات الصراع في مناطق أخرى باليمن.

وأكد أبو الغيط أن الطرف الحوثي أظهر عدم اكتراث بكافة نداءات السلام، مشيرًا إلى أهمية بذل قدر كافٍ من الضغوط الدولية من أجل حمل الحوثيين على الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار وبدء مسار جاد للمحادثات السياسية.

وشدد أبوالغيط على أهمية دعم حكومة اليمن الشرعية في هذه المرحلة الخطيرة من مسار النزاع، خاصة في ضوء ما تبذله هذه الحكومة في عدن من جهود لخدمة السكان وسط ظروف أمنية بالغة الصعوبة.

 

خبير سياسي: الميليشيا تنفذ أوامر ملالي طهران

 

وواصل مطهر الريدة المحلل السياسي اليمني تأكيده أن هذه الميليشيا لا ترغب في عقد سلام، بل تنفذ أجندة إيرانية واضحة، تجعل من اليمن ورقة على طاولة المفاوضات، لافتًا أن التصريحات المهمة لقادة الميليشيا تأتي من إيران، ومبعوثي الحركة في طهران، وهذا أمر له دلالته المهمة.