ماكرون رئيسًا لفرنسا.. واليمين الأوروبي يتصاعد تدريجيًّا

  • 41
إيمانويل ماكرون

فاز إيمانويل ماكرون –الذي ينتمي لتيار الوسط ويؤيد الاتحاد الأوروبي- على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي عقدت اليوم بنسبة 58%، في حين حصلت غريمته على نسبة 42% من جملة الأصوات المنتخبة، وبلغت نسبة المشاركة نحو 63% من إجمالي الأصوات التي لها حق الانتخاب، متأخرة عن الدورة الأولى بنقطتين فقد كانت 65%.

تصاعد اليمين المتطرف

رغم أن هذه النسبة أمَّنت الفوز لإيمانويل ماكرون على منافسته، وأتت به للمرة الثانية وهو الحدث الذي لم يتكرر في فرنسا منذ 20 عامًا، لكنها في الوقت ذاته ألقت الضوء على مدى تصاعد اليمين المتطرف في البلدان الأوروبية منذ سنوات؛ حيث إن نسبة 42% من الناخبين يصوتون ليمينة متطرفة له دلالات خطيرة معناها أن نسبة كبيرة من الفرنسيين –شعب الرقي والديمقراطية- يؤيدون العنصرية الغربية ضد كل من يخالفهم في العرق أو اللغة أو الدين، ويؤكد أيضًا أن هذا التيار المتطرف يعيش أزهى عصوره حاليًّا في فرنسا.

تحديات يواجهها ماكرون

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التحدي الأول المتمثل في فوز تياره بنسب مرتفعة في الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى خلال يوم 24 من شهر يونيو المقبل؛ وذلك لكي يضمن أغلبية عملية داخل البرلمان تساعده على تنفيذ برنامجه، إضافة إلى أنه يواجه فترة ولاية ثانية صعبة وأخيرة وليس أمامه أي فرصة أو فترة سماح كان يتمتع بها بعد فوزه في الدورة الأولى للحديث عن إنجازات مقبلة، ويُرجح استمرار الاحتجاجات بين مواطنيه على خطته الإصلاحية المؤيدة للأعمال، بما في ذلك رفع سن التقاعد من 62 – 65 عامًا.

وقد أدلى ماكرون بخطاب الفوز لناخبيه، ومن بين ما قاله: «أعلم أن عددًا من مواطنينا صوتوا لي اليوم ليس دعمًا للأفكار التي أحملها، بل للوقوف في وجه اليمين المتطرف"، "هذا التصويت يلزمني للأعوام المقبلة"؛ تلك الكلمات توضح مدى إحساس الرئيس الفرنسي بحجم التبعات الملقاة على عاتقه، ومنها كيفية كسب أصوات المعارضين له الذين التزموا صوتَ العقل ومنحوه أصواتهم خوفًا من أفكار لوبان المتطرفة وما يمكن أن تنجرَّ إليه البلاد جراء فوزها وتطبيق تلك الأفكار؛ وهذه الأصوات أكدت بالفعل أنه الرئيس غير المحبوب في بلاده، بجانب شعوره بضرورة وجود إجابات مقنعة وعملية أيضًا على تساؤلات تلك الفئة المؤيدة للمرشحة اليمينية حول سياسته وأفكاره في الدورة الماضية التي دفعتهم إلى التصويت لأقصى اليمين المتمثل في مارين لوبان وحزبها.