74 عاما على النكبة.. انتهاكات عنصرية وجرائم وحشية

حريق المسجد الأقصى وصابرا وشاتيلا وبحر البقر ودير ياسين.. شهود عيان على إرهاب العدو

  • 41

74 عامًا مضت على طامة الاحتلال واغتصاب الأراضي العربية، ومنذ ذلك الحين ولا زال الشعب العربي الفلسطيني يدافع بجرأة وبسالة عن حقوقه المسلوبة، رغم ما يعانيه من ويلات البطش والتنكيل والتشريد من قبل عصابات دأبت على انتهاك سيادة القانون وضربت به عرض الحائط  فأصبحت فلسطين قصة نضال تتوارثها الأجيال وشعب يبحث عن وطن.

منذ عقود وملايين الفلسطينيين يعيشون في مخيمات اللجوء 6.4 ملايين لاجئ يعيشون بعيدًا عن أوطانهم، أما في الداخل فما زالت الدماء تنزف وتسطر فصولاً لم تصل إلى نهايتها بعد.

في مثل هذه الآونة ومع شروق منتصف شهر مايو عام 1948 أجبرت عصابات الاحتلال مئات الآلاف من الفلسطينيين بترك منازلهم  تاركين خلفهم ذكريات وقصصًا تتوارثها الأجيال مع الاحتفاظ برمز «المفتاح»  من جيل إلى آخر.

 

كيف كانت البداية؟

بدأ الاحتلال جرائم التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي لفلسطين عام1947 بعد أن اقترحت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين، وبدأت الجماعات الصهيونية بفرض سياسة الإرهاب وتم نزوح أكثر من 760 ألف مواطن، وهو العدد الذي يقترب من نصف عدد سكان فلسطين، وكانت هذه هي البداية لتشتيت المجتمع الفلسطيني حيث تم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، ولم يتبق منها إلا أطلال، ومفاتيح للمنازل يتوارثها جيل بعد جيل.

مذابح الاحتلال لم تتوقف طيلة 74 عاماً، الاحتلال الصهيوني لم يتوقف عن إرهاب المواطنين الفلسطينيين، فما بين القتل والإجبار على التهجير القسري الذي بدأه الاحتلال، إلى يومنا هذا لم يتوقف الاحتلال عن سياسة التهجير والقتل.


دير ياسين مذبحة لا تنسى

 من أهم المذابح التي قام بها الاحتلال كانت مذبحة دير ياسين في 9 أبريل 1945م، حيث قام الاحتلال بقيادة مناحم بيجن بذبح 107 من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من رجال ونساء وأطفال، وقاموا بالتمثيل بجثثهم، من قطع لأذان القتلى، وبقر لبطون النساء، وحرق الأطفال، ثم تجميع الجثث وإلقائها في بئر بالقرية، ليعيد الاحتلال البناء فوق أنقاض القرية في 1980، ويطلق على شوارع القرية الجديدة أسماء منفذي المذبحة من مقاتلي الأرجون  وهي الـ»مجموعات التي نفذت المذبحة».

ويكفي بنا أن نذكر ما قاله مناحم بيجن حيث قال: «إن نارهم كانت حامية وقاتلة وقد اضطر اليهود أن يحاربوا العرب من شارع إلى شارع ومن دار إلى دار».

ويقول كبير مندوبي الصليب الأحمر وقتها كريتش جونز: «ذبح 300 شخص دون أي مبرر عسكري أو استفزاز، بل كانوا رجالاً متقدمين في السن ونساءً وأطفالاً رضع، بل إن شابة أرتني سكينتها ويديها وهما تقطران دمًا كأنها علامة على النصر».


صبرا وشاتيلا

لم تتوقف مذابح الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني والعرب في فلسطين، فقد تعدتها لتصل إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث قام الاحتلال بتنفيذ المذبحة بمخيم صبرا وشاتيلا في لبنان.

ففي 16 سبتمبر بدأت المذبحة والتي استمرت 3 أيام، قتل فيها 3000 قتيل غالبيتهم فلسطينيين وعدد من اللبنانيين، حيث دخل الاحتلال المخيم، وأغلق كل مداخله ومخارجه، وبدأت المذبحة بالأسلحة البيضاء ليقتل الاحتلال الرجال والنساء والأطفال بدم بارد.


حريق الأقصى ذكرى دامية

وفي صبيحة يوم 21 أغسطس عام 1969، استيقظ العالم على خبر حريق المسجد الأقصى، حيث صلى فيه في هذا اليوم الصلاة الأخيرة في المصلى المرواني، وفي تمام السابعة صباحاً تسلل متطرف يهودي من باب الغوانمة بالجهة الشمالية الغربية من المسجد، وتوجه إلى المصلى القبلي ووضع مادة شديدة الاشتعال وخرج، وما هي إلا دقائق إلا وارتفعت ألسنة النيران، وعمت رائحة الحريق المكان.

 ومع قدوم أهالي القدس لإطفاء الحريق منعتهم قوات الاحتلال، ثم سمحت لهم بعد وقت قصير بالدخول، ولكنهم وجدوا أنه لا مياه سواء في المسجد أو محيطه، فشكلوا سلاسل بشرية لنقل المياه لإطفاء الحريق أملًا أن تصل إليهم سيارات الإطفاء، لكن الاحتلال منع سيارات الإطفاء لأربع ساعات، ليرى المسلمون النيران وهي تأكل أمامهم سقف المسجد بعد أن أكلت المنابر والمحراب والمصاحف، ومنبر صلاح الدين، وتضرر في هذا الحريق مسجد عمر ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وحرق جميع السجاد، ومطلع سورة الإسراء المصنعة من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، والعديد من الحوامل الخشبية التي تحمل القناديل والعديد من مرافق المسجد.

 بعد 48 ساعة أعلن الاحتلال اعتقال «دينيس روهان» أسترالي الجنسية، وأنه هو المتهم بحريق المسجد، وينتمى هذا المجرم إلى كنيسة الرب وهي واحدة من الكنائس الإنجيلية، «التي تؤمن بعودة المسيح، وأن شرط ذلك هو عودة بني إسرائيل إلى أرض فلسطين وبناء الهيكل الثالث».

قالت رئيسة الوزراء الصهيونية «جولدا مائير»: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً أفواجاً من كل حدب وصوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة .


بحر البقر في مصر

وتستمر المذابح حتى خارج الحدود المحتلة ففي مصر في 8 أبريل 1970 ارتكب الاحتلال جريمة حرب بالاعتداء على مدرسة بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، ليذهب ضحيتها 19 تلميذًا وتلميذة وأصيب 50 آخرين، لتروي دماء أطفال أبرياء قصة إجرام وحشي ممنهج.

 وأكدت هذه المذبحة أن الاحتلال لا يفرق بين إيمان حجو الطفلة التي قتلت وهي  في الشهر الرابع من عمرها، وبين الطفل حسن محمد الشرقاوي الذي قتل في بحر البقر، كما لم يفرق الاحتلال بين محمد الدرة وبين عوض محمد الجوهري.

 

مذبحة حمام الشط

لم يكتف الإرهاب الصهيوني بالمذابح التي قام بها في فلسطين، ولبنان، ومصر، بل وصل به الإجرام ليقوم بمذابح في تونس فبعد أن أجبرت منظمة التحرير في 1982 على النزوح من العاصمة اللبنانية بيروت، وبدأ الكيان المحتل في تعقّب أعضاء المنظمة في أغلب البلاد العربية.

 ففي الأول من أكتوبر 82 وفي تمام العاشرة صباحاً، أغار سرب طائرات مقاتلة تابع لجيش الاحتلال، على المربع الأمني بمنطقة حمام الشط، أطلقت 6 صواريخ على مقرّ قيادة الأركان الفلسطينية والتي كانت تستأجر منزلاً في منطقة حمّام الشط فدمرته تماماً، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية مكتب الرئيس ياسر عرفات، ومقر القوة 17 الحرس الرئاسي، والإدارة العسكرية التي تحتفظ بأرشيف مقاتلي الثورة الفلسطينية، والإدارة المالية، وبعض منازل مرافقي  عرفات والموظفين في مؤسسات المنظمة، لتسوى جميعها بالأرض في دقائق معدودة.

لم تتوقف مذابح الاحتلال فهي لم تطل فلسطين فحسب بل هي مذابح لكل الدول العربية من فلسطين إلى لبنان ومصر وتونس وغيرها.


ما زال الجرح ينزف

ما سبق هو جزء من مئات وربما آلاف الجرائم والعمليات القذرة التي نفذها طيلة 74 عاماً على النكبة.

و ما زال الجرح الفلسطيني الإسلامي ينزف، فقد بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 6.4 ملايين لاجئ، منهم 28.4 % يعيشون في مخيمات اللجوء، في سوريا ولبنان والأردن.

 وفي الداخل الفلسطيني، يقول الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: «وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949، حتى عشية حرب حزيران 1967 «حسب تعريف الأونروا»، ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا، أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلا».


الأعداد تضاعفت عشرات المرات

حسب مراكز الإحصاء الفلسطينية فقد كان عدد سكان فلسطين عام 1914 690 ألف نسمة، كانت نسبة اليهود لا تتعدى 8 % فقط، وفي 1948 كان عدد السكان قد بلغ 2 مليون مواطن بلغت نسبة اليهود فيهم 31.5 % حيث كانت الهجرات اليهودية عل أشدها بين أعوام 1932-1947 فقد بلغ عدد اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين  318 ألف، وفي الفترة ما بين 48 وحتى 1975 وصل إلى فلسطين 540 ألف يهودي

عدد السكان في 2021

بلغ عدد السكان في نهاية عام 2021 في الضفة الغربية 3.2 ملايين نسمة، وفي قطاع غزة 2.1 مليون نسمة.

يقول جهاز الإحصاء الفلسطيني: إن المعطيات تقول إن الفلسطينيين يشكلون الآن 49.9 من سكان المقيمين في فلسطين، بينما الاحتلال يشكل نسبة 50.1 من مجموع السكان الفعلي، ويستغل الاحتلال 85 % من المساحة الجغرافية لفلسطين»


 100 ألف شهيد

لم يتوقف الاحتلال عن قتل الفلسطينيين من بداية النكبة في 48 وحتى الآن، حيث بلغ عدد الضحايا من الجانب الفلسطيني والعربي أكثر من مائة ألف شهيد، ومنذ بداية الانتفاضة في سبتمبر 2000 حتى اليوم 11.402 فلطسيني.


مقابر الأرقام مأساة لم تتوقف منذ 48

سلطات الحكم العسكري الإسرائيلي تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني وتستمر في ارتكاب الجرائم البشعة وممارسة العدوان مستخدمة أساليب القتل المتعمد المباشر من خلال استخدام الرصاص الحي وبذلك تواصل الانتهاك المباشر لحقوق الإنسان وتواصل قوات الاحتلال احتجاز 95  جثمانًا لشهداء فلسطينيين منذ عام 2015 وحتى اليوم بشكل غير قانوني في الثلاجات بالإضافة لوجود 254 فلسطينيا في المقابر الجماعية السرية التي تشرف عليها أجهزة مخابرات الاحتلال والتي تعرف باسم مقابر الأرقام .

فلا يستغرب أحد أن يموت أسير فيرفض الاحتلال أن يطلق سراحه بحجة أنه لم يتم مدة العقوبة يقول عبد الله الزغاري مدير نادي الأسير الفلسطيني: «لا زالت سلطات الاحتلال تحتجز 8 جثامين للشهداء في ثلاجات داخل السجون بحجة أنهم لم ينهوا فترة اعتقالهم، هذا الأمر لم يحدث  في كل العالم بل يحدث فقط لدى منظومة الاحتلال، الذي يعتبر نفسه دولة فوق القانون وتمارس كل سبل الإرهاب المنظم»


2014 أكثر الأعوام دموية

 من أكثر الأعوام دموية كان عام 2014، حيث كانت معركة الجرف الصامد كما أطلق عليها الاحتلال، وردت عليها كتائب القسام  بـ «العصف المأكول»  وردت حركة الجهاد الإسلامي «البنيان المرصوص»، حيث قتل في هذا العام 2.240 قتيل، منهم 2.181 في قطاع غزة فقط.


العام الماضي 12.500 جريح

ولم يتوقف الاحتلال عن القتل ففي العام الماضي فقط سقط 341 قتيلا فلسطينيًا، منهم 87 طفلاً ، و48 سيدة، وسقط 12.500 شخص جريحاً من هجمات الاحتلال خاصة في فترة معركة سيف القدس.


 أكثر من مليون اعتقال

كما لم يتوقف الاحتلال عن قتل الأنفس، فهو لم يتوقف عن قتل الوقت، وإيقاف الحياة للفلسطينيين، فما بين الاعتقال الإداري والحبس المنزلي والاعتقال لعشرات السنين، يعيش الشعب الفلسطيني، فقد بلغ آخر إحصاء للأسرى في سجون الاحتلال الشهر الماضي حسب إعلان هيئة شئون الأسرى: « 4,450 أسيراً  بينهم160 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 32 أسيرة. كما يعتقل الاحتلال 570 أسيراً بأحكام مدى الحياة، و 700 أسير من أصحاب الأمراض، غالبها أمراض خطيرة، ومجموعة الـ 25 وهم المعتقلون من قبل اتفاقات أوسلو 1993م، وسقط شهيد في الأسر 226 بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي، وهذه القائمة تزداد يوماً بعد يوم


٢٠٢١ أرقام مخيفة

في عام 2021 فقط قام الاحتلال باعتقال أكثر من 8 آلاف فلسطيني، بينهم 1300 طفل و184 امرأة، والاعتقال الإداري ، 1595.

القواعد العسكرية وبناء المستوطنات بلغ عدد القواعد العسكرية والاستيطانية للاحتلال في الضفة الغربية 471 موقع، موزعة بين 26 منطقة مأهولة يعتبرها الاحتلال أحياء تابعة للمستوطنات موجودة بالفعل، و151 منطقة استعمارية، و144 موقعًا يصنفها الاحتلال كمواقع أخرى أو مواقع خدمية وتشمل مواقع صناعية، ومعسكرات لجيش الاحتلال.


عدد المستوطنين

بلغ عدد المستوطنين  712,815 مستعمراً وذلك في نهاية العام 2020، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 3.6%، ويشكل استقدام اليهود من الخارج أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني في دولة الاحتلال.

القدس الأعلى حيث بها 47% من المستوطنين، يبلغ عددهم 246.909 مستعمر في القدس فقط.


استيلاء مستمر على الأراضي

لم يتوقف الاحتلال عن استعمار الأرض والاستيلاء عليها فمنذ عام 1950 وسن قانون أملاك الغائبين، من أجل إيجاد طريق سريع وسهل لوضع أديهم على  الممتلكات الشاسعة التي تركها مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا خلال النكبة.

يقول عنه القانونين في دولة الاحتلال: «إنه قانون شامل بشكل غير عادي وجامع بشكل غير معقول»

وحسب هذا القانون الجائر فإن أي شخص أقام لفترة من الوقت في أراضي دولة معادية أو في أي جزء من أرضإسرائيل  خارج أراضي إسرائيل غائب ويتم نقل ممتلكاته تلقائيًا إلى الدولة دون مقابل.

والوائع يقول أن حسب صياغة هذا القانون الجائر يمكن أن يتم تعريف كل جندي أو مستوطن في الضفة على أنه غائب، ولكن القانون لا ينفذ إلا على الفلسطينين فهو السكين التي يقطع بها الاحتلال الأراضي الفلسطينية، فإن القانون يعمل كأداة دستورية تمييزية لنهب ضد السكان الفلسطينيين في إسرائيل  والأراضي المحتلة.

 ولم يتوقف استغلال هذا القانون الجائر وآخر ما قام الاحتلال بنهبة عبر هذا القانونهو قرار قضاة المحكمة العليا أليكس شتاين ونعوم سولبرغ وديفيد مينتز بالموافقة على مصادرة أراض تبلغ مساحتها نحو 30 دونمًا من سكان الطيبة.


الاحتلال يقسم الاراضي إلى مناطق أ ب ج

حسب اتفاقية أوسلو 1993 تم تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى ( أ ب ج)

قسمت أوسلو الثانية الضفة لغربية إلى 3 أقسام إدارية، وتم منح كل قسم منها وضع قانوني مختلف، فالمنطقة أ و ب، تم اختيارهم لتحوى الفلسطينين فقط، والمنطقة ج هي منطقة خارج المنطقة أ وب وسيتم نقلها بشكل تدريجي إلى السلطة الفلسطينية، حيث المنطقة أ تمثل 18 % من الضفة الغربية والمنقطة ب 22 %من الضفة.

المنطقة ج بلغت مساحتها في البداية 72  %، ثم في 1998 بعد اتفاقية واي ريفر كان من المقرر أن ينسحب الاحتلال من 13 % من المنطقة ج ليتم إضافتها إلى المنطقة ب، لتصبح مساحة المنطقة ج 61 %،  وهذا الأمر لم يحدث فالاحتلال لم ينسحب إلا من 2 % فقط، ومع الانتفاضة والعمليات العسكرية للاحتلال في عملية الدرع الواقي أعاد الاحتلال احتلال كل الأراضي.

واستغل الاحتلال تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج)، والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأمن والتخطيط والبناء، حيث يستغل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج).

 وتسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها، فيما بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية (تشمل المساحات المغلقة والمخصصة لتوسيع هذه المستعمرات) نحو 542 كم2.

 كما هو الحال في نهاية العام 2021، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المستولى عليها لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع والذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية،  وتضرر ما يزيد على 219 تجمع فلسطيني من إقامة الجدار.


تهويد القدس لا يتوقف

 لا يتوقف الاحتلال عن سياسة التغير الديموغرافي، ويمارسها بأشد ما أوتي من قوة خاصة في القدس، فهو يسر بخطوات سريعة نحو تهويد القدس وتغيير معالمها، وطمس الهوية الإسلامية فيها، حيث وافق الاحتلال في العام الماضي فقط على إنشاء 12 ألف وحدة استيطانية جديدة غالبها في القدس، وفي مقابل هذا التوحش الاستيطاني قام الاحتلال بهدم أكثر من 200 مبني لأهالي القدس، وأصدر قانون للإستيلاء على 2050 عقار فلسطني.


الشيخ جراح وسلوان خير مثال

لم يتوقف الاحتلال على القدس بل توغل في كل الأحياء القريبة من القدس، فحي الشيخ جراح وسلوان بالقدس الشرقية تشهد حملة ممنهجة من الاحتلال، حيث لا يتوقف من الاستيلاء على أراضي ومنازل الفلسطينين وطرد سكانها الذين يقطنون هناك منذ فترة طويلة. فعلوا ذلك بموجب قانون تمييزي، أيدته المحاكم الإسرائيلية، والذي يسمح لهذه الجماعات بمتابعة مطالبات لأراضٍ تزعم أن اليهود كانوا يمتلكونها في القدس الشرقية قبل 1948.

في الوقت الذي يحظر القانون الإسرائيلي على الفلسطينيين بمن فيهم سكان الشيخ جراح المقرر تهجيرهم، استعادة الممتلكات التي كانوا يمتلكونها في الأراضي المحتلة عام 1948.

 

1621 اعتداء على أملاك المستوطنين في عام

تقول هيئة شئون الجدار إن الاحتلال لم يتوقف عن الاعتداء على المواطنين خلال 2021، حيث قام الاحتلال بتنفيذ 1621 حالة اعتداء بحق الممتلكات الفلسطينية، وتنوعت هذه الاعتداءات بين اقتلاع وتدمير وحرق نحو 19 ألف شجرة، وتنفيذ 33 عملية دهس، و76 عملية إطلاق نار، و30 عملية تجريف وحرق لأراضي المواطنين، بالإضافة إلى حرق وتدمير وإعطاب 450 سيارة ومركبة للمواطنين، كما قام المستعمرون منذ بداية عام 2021 بإقامة عشر بُؤر استعمارية جديدة في إطار منهجية الاستيلاء والسيطرة على الأراضي الفلسطينية، منها جبل صبيح والذي يقع جنوب شرق مدينة نابلس، حيث تبلغ مساحة الجبل نحو 840 دونماً، استولى المستعمرون حتى الآن على 20 دونما منه، وأقاموا عليه بؤرة استعمارية، تضم عدداً من الوحدات الاستيطانية التي باتت تتزايد بتسارع في الأيام الأخيرة.


القطار الهوائي اعتداء جديد

 يستمر الاحتلال في تهويد القدس والسعي لمحو معالمها الإسلامية وكان آخر قراراته يوم الأحد الماضي بموافقة المحكمة الإسرائيلية العليا على إقامة خط القطار الجوي الذي يمتد في عمق القدس القديمة، وتشمل الخطة خط قطار هوائي / تلفريك / بطول 1.4 كم بأربع محطات وبإمكانه حمل ثلاثة آلاف شخص في الساعة في ذروة عمله.

ويمتد المشروع من محطة القطارات القديمة في طريق الخليل إلى جبل صهيون، وبعدها سيصل إلى باب المغاربة، حيث ستتم إقامة محطة ليستخدمها المستوطنون في الوصول إلى حائط البراق والبلدة القديمة، ومن هناك سيواصل القطار مسيره باتجاه ناحال كدرون وجبل الزيتون وفندق الأقواس.

وتشمل الخطة المحدثة 41 عربة متباعدة عن بعضها بمسافة 73 متراً وستحمل كل عربة حتى عشرة مسافرين وبسرعة ستة أمتار في الثانية على أن تقطع المسافة كاملة خلال 4.5 دقيقة وبنفس تكاليف القطارات العادية.

ومن جانبها قالت الخارجية الفلسطينية: «إن قرار المحكمة الإسرائيلية دليل آخر على أن منظومة القضاء والمحاكم في دولة الاحتلال جزء من منظومة الاحتلال نفسه، وتعمل لخدمة مخططاته الاستعمارية التهويدية، ودليل قاطع على كذب ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بشأن حرصهم على عدم تغيير الوضع القائم في القدس وبلدتها القديمة ومقدساتها».


الاحتلال يسرق المياه

وبعيدًا عن جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال، يواصل تضييق الخناق على أصحاب الأرض بمصادرة الأراضي والمنازل وسرقة المياه وشفط الآبار الجوفية، وبلغ نسبة المياه المضخوخة في عام 2020، 108 مليون متر مكعب.

 والسبب الرئيس في الاعتماد على المياه الجوفية، سيطرة الاحتلال على مياه نهري الأردن، والبحر الميت، ومنع الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967، والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.


الضخ الجائر يلوث المياه بغزة

بلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 190.5 مليون م3 خلال عام 2020، هذه الكمية تعتبر ضخًا جائرًا للمياه حيث يجب ألا تتجاوز 50-60 مليون متر مكعب في السنة، الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه إلى ما دون مستوى 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، كما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشيح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.