عصام حسنين يوضح مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال ورعايتهم

  • 228
الفتح - أطفال أرشيفية

أكد عصام حسنين الكاتب التربوي إلى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال واهتم لحاجة الصغار وأوصى بهم وبحسن التعامل معهم، ونوه إلى عدة أحاديث توضح مدى ارتباط واهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال، كما لفت إلى أقوال الصحابة الكرام في حق الأطفال ورعايتهم وإظهار الحب لهم.

وأشار الكاتب التربوي في مقال له نشرته الفتح، إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق مِن أسواق المدينة، فانصرف، فانصرفتُ، فقال: "أين لُكَعُ -ثلاثا-؟ ادعُ الحسن بن علي"، فقام الحسن بن علي يمشي، وفي عنقه السِّخَاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: "اللهم إني أُحبه فأَحبَّه، وأَحبَّ من يحبه"، وقال أبو هريرة: "فما كان أحدٌ أحب إليَّ من الحسن بن علي، بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال".

ولفت حسنين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ، وَالْأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ: يَا غُلَامُ! أَتَأْذَنُ أَنْ أُعْطِيَهُ الْأَشْيَاخَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِفَضْلٍ مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ".

وتابع: وقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ"، قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَغَضِبَ عُمَرُ، فَقَالَ: "قُولُوا: نَعْلَمُ أَوْ لاَ نَعْلَمُ"، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: "يَا ابْنَ أَخِي قُلْ وَلاَ تَحْقِرْ نَفْسَكَ"، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: "أَيُّ عَمَلٍ؟"، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: "لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ".

وأردف: "في الحديث قوة فَهْم ابن عباس رضي الله عنهما، وقُرْب منزلته من عمر، وتقديمه له من صغره، وتحريض العالم تلميذه على القول بحضرة مَن هو أسن منه، إذا عرف فيه الأهلية؛ لما فيه مِن تنشيطه، وبسط نفسه وترغيبه في العلم" (فتح الباري)؛ فأي احترام لكيان الصغير، وزرع الثقة بنفسه بعد هذا الاحترام؟!