خبير أسري: العائلة السوية والقيم التى تدعم الهوية الإسلامية تخرج لنا أشخاصا أسوياء نفسيا

  • 51
الفتح - د. محمد سعد الأزهري

كشف الدكتور محمد سعد الأأزهري، الخبير الأسري والتربوي، عن مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى وجود الاعتلالات النفسية لدى البعض، مشددا على ضرورة تحمل المسؤولية في التعامل مع هذا الأمر، واصفا إياه بأنه قنابلة موقوتة.

وقال الأزهري عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "لإيس بوك" إن هناك اعتلالات نفسية بسبب الوراثة، وأخرى بسبب التربية، وثالثة بسبب التعرض للتحرش أو الإهانة المتكررة كالتنمر وخلافه، مؤكدا أن هذه الاعتلالات تؤدي إلى وجود شخصيات لا تستطيع التعايش السوى مع أفراد المجتمع؛  لذلك نرى منهم تصرفات عجيبة وردود أفعال جانحة وعلاقات مشوهة مع الآخرين؛ مما يجعل هؤلاء الأفراد يتخذون قرارات بالابتعاد والعزلة أو الانتقام بالقوة أو الانتحار.

وأكد الخبير الأسري أن وجود العائلة السوية والقيم التى تدعم الهوية الإسلامية النقية، جنبا إلى جنب مع الرعاية من الوالدين بما يرضى الله، بالإضافة إلى التربية بدون خوف ورعب أو دلع، يُخرج لنا فرد لديه نفسية سوية، مشيرا إلى أن عدم تحمل المسئولية في التعامل مع هذا الموضوع؛ سينتج عنه قنابل موقوتة تنفجر علي دفعات ولكن تزداد عددها يوماً بعد يوم والنتيجة مؤلمة للغاية، لأن التشوّهات النفسية تصبح مركبة وعلاجها يحتاج إلى جهد كبير .

واستشهد الأزهري بالشخص الاعتمادى وكيف أن اضطراب شخصيته يؤلمه ويؤلم كذلك من حوله خصوصاً أصدقائه، موضحا أن صاحب هذه الشخصية قد يسرف في إظهار حبه للمقربين لأنه يخشى أن يبتعدوا عنه، وأن خوفه الأعظم يتمثل فى هجران المقربين له، وبالتالي عندما يشعر بابتعاد صديقه عنه يتألم غاية الألم ويظل فى صراع داخلى كبير، ويُجهِد صديقه كثيراً بالملاحقة بكافة أشكالها ليعود إليه دون فائدة.

وأوضح الأزهري أن الشخص الاعتمادي هو قليل الثقة بنفسه، ولا توجد لديه الجرأة لتجربة أشياء جديدة، حتى قرارات الحياة اليومية تبدو صعبة، وأنه يحتاج لأن يوافق عليها أحد ما حتى يشعر أنه على صواب، وعندما تنتهي علاقة، يبدأ علاقة غيرها وعادة ما يتعرض للإساءة والاستغلال.

وشدد الأزهري على أن هذا الاضطراب وأمثاله يؤثر على العلاقات الانسانية فى المجتمع، وأنه يحتاج إلى نظرة من الأسرة ومن الدولة ومن المختصين النفسيين ومن تعريف عام للمجتمع لكيفية التعامل مع هذه الاعتلالات مبكراً، حتى لا تؤثر سلباً على الكثير لأن هناك ندوب لا تتوقف عن النزيف.