تزامنًا مع تجديد الهدنة.. مباحثات الرئاسي اليمني في القاهرة لاستئصال إرهاب الحوثيين

أحمد الشحات: الحوثي ورقة استخدمتها إيران لتدمير اليمن وولائها لقادة الملالي في طهران

  • 68
الفتح - مباحثات الرئاسي اليمني في القاهرة لاستئصال إرهاب الحوثيين

رغم استمرار الأزمة اليمنية ومعاناة الشعب اليمني جراء الانتهاكات والجرائم الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، إلا أن المجلس الرئاسي اليمني يسير في عدة دروب لحل الأزمة واستئصال إرهاب الحوثي عبر الممرات السياسية بعيدًا عن الحرب والخيار العسكري، وإن كان الحوثي لا يأبه لذلك ويواصل العدوان وينقض الهدنة الأممية يومًا بعد الأخر مرات لا تحصى وحول اليمن لأكبر أزمة إنسانية في العالم، ومنذ إعلان الأمم المتحدة تجديد الهدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين شهرين إضافيين بداية يونيو الحالي والترحيب الدولي بها، يكثف الانتقالي اليمني محاولاته لشن معارضة وضغط دولي على الحوثيين لإنهاء الأزمة اليمنية والتخلص من العبث الحوثي بمقدرات اليمن.

وضمن مساعي المجلس الانتقالي اليمني لحل الأزمة اليمنية، عقد المجلس مباحثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تبادل فيها الطرفان الحديث عن معاناة اليمنيين ومساعي إنقاذ اليمن، وأكد الرئيس السيسي دعم مصر للشرعية في اليمن ووحدة الدولة واستقلالها وسلامة أراضيها، ومدى أهمية اليمن لمصر والعالم العربي والإسلامي، ودعم القاهرة لتحقيق السلام في اليمن، وفق مرجعيات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ونتائج المشاورات اليمينية الأخيرة في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

كما رحبت مصر بتمديد اتفاق الهدنة، واحترام الحكومة اليمنية الشرعية لبنودها، وتطرقت المباحثات إلى تأمين الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر والخليج العربي، وارتباط هذه المهمة بالأمن الإقليمي والدولي، وشدد العليمي على أهمية دعم مصر في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من ايران.

ونحو ذلك السياق، أكدت دراسة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن استراتيجية الحكومة اليمنية لحل الأزمة تتوافق مع الثوابت المصرية التي طالما أكدت على عدم الانخراط العسكري في الأزمات وخفض التصعيد، ودعم آلية الحوار وتعزيز القدرات الدفاعية لتحصين الأمن القومي، وشددت الدراسة على أن اليمن ركن جيوساسي مهم في معادلة الأمن القومي المصري، وأوضحت الدراسة أن اليمن يحتاج إلى حاضنته العربية في ظل تأثير العامل الإقليمي غير العربي المتمثل في الدور الإيراني في الأزمة اليمنية. 

ونحو ذلك السياق، قال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن مصر منذ عام 2011 وهي تعاصر مواقف صعبة لا تحسد عليها بسبب دول فاشلة تحيطها من كل الجهات، مؤكدًا أن هذا أمر مقصود ومراد، مشيرًا إلى أن مصر محاط بـ"ليبيا واليمن وسوريا"، وغيرها من الدول التي أصبحت فريسة للتقسيم.

وأوضح الباحث في الشئون السياسية في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن العمق الإقليمي ودائرة الامن القومي المصري، مهددة منذ عام 2011 بسبب الاقتتال الداخلي والحرب الاهلية، وبالتالي ليس غريبًا أن تهتم مصر بهذه الملفات وتحرص على استعادة الاستقرار ودور الدولة في هذه البلاد التي تأثرت بالصراعات والانقسامات والاختراقات الداخلية، مضيفًا أن استقرار تلك الدول ومنهم اليمن يصب في زيادة استقرار الأمن القومي المصري.

وأشار الشحات إلى أن الحوثيون للأسف ورقة استخدمت من جانب النظام الإيراني لتدمير اليمن، وتحويله إلى محطة ضمن  محطات شيعية، لافتًا إلى سعى إيران لاستكمال الهلال الذي ترغب أن تصل اليه. 

وحذر الشحات من التكوين والامتداد الشيعي في اليمن الذي تعمل عليه طهران منذ 2015 في اليمن، مبينًا خطورة أن يكون لهذا التكون أو البيئة الحاضنة له ولأفكاره التي ببساطة شديدة تفتقد الى الوطنية والولاء، مضيفًا أن إخلاصهم الأول والأخير ليس لليمن ولكن لقادة الملالي في طهران. 

ونوه الشحات بأنه ينبغي على كل الدول العربية والإسلامية، أن تنتبه إلى هذا المكون الدخيل الغريب، وهو المكون الشيعي الموجود في الدول العربية والتي تتفاوت فيما بينها قوة وضعفا، مشيرًا إلى أنه مكون يمثل حصان طروادة، وهو جسد غريب يظل كامل ونائم إلى أن تأتي اللحظة التي  ينقض فيها على الدولة وتتحول إلى ولاية من الولايات الشيعية التابعة لطهران. 

وأكد الباحث السياسي إلى أن هذا بالتفصيل ما حدث في اليمن وسوريا وكانوا يحاولون أن يقومون به في البحر وكل الدول العربية والإسلامية هي مصنع لهم. 

وتابع: "لابد أن يكون هناك وعي واهتمام وانتباه من قادة هذه الدول وقادة الجامعات الإسلامية والكيانات العاملة أن تَحذر من خطورة هذا الفكر الخبيث، من الناحية الدينية في افساد عقائد الناس وتحويلهم إلى مجموعة من الدراويش الذين يضربون الصدور ويشقون الجيوب ويلطمون الخدود ويسبون الصحابة. 

وأوضح خطورة كل الميليشيات العسكرية من  الناحية الوطنية، بأن هؤلاء يمثلون مسمار فيه نعش أي دولة من هذه الدول 

ويرى الباحث اليمني حسين الصوفي، إن استقبال الرئيس السيسي للرئيس رشاد العليمي مع مجلس القيادة الرئاسي لم يكن مجرد مراسيم بروتوكولية، ولا زيارة عابرة أو حتى زيارة مهمة فحسب، بل تعتبر محطة فاصلة ولحظة تحول تاريخي لليمن والمنطقة، لافتًا إلى أن الزيارة تاريخية، وتأتي في ظل تعقيدات بالغة الخطورة تعيشها المنطقة والعالم.

وأوضح الباحث اليمني في تصريحات لـ"الفتح" أن زيارة الرئاسي اليمني للقاهرة بثقلها الدولي العربي والإسلامي يعني ضم دول كبيرة لها ثقلها في الشرق الأوسط للمساهمة في حل الأزمة اليمنية والتغلب على الحوثيين عبر الضغط السياسي لقبول الحوار والتوافق.