داعية: الصحابة سادوا الدنيا بتعلقهم بربهم واتباعهم لنبيهم

  • 53
الفتح - أرشيفية

وجه الدكتور محمد سعد الازهري، الداعية الإسلامي، ومدير مركز الفتح للدراسات، رسالة لكل من يخشى المستقبل ويخاف منه في ظل الطغيان والاستبداد، موضحا أن الآخرة خيرٌ وأبقى، ومطالبا إياهم أن يقتدوا بالصحب الكرام.

وكتب الازهري في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: إلى كل من يخشى المستقبل ويخاف منه في ظل الطغيان والاستبداد، وإلى كل من يفكِّر في حلق لحيته، وإلى كل من تُفكِّر في خلع نقابها، من فضلكم.. نظرة واحدة إلى من قامت على أكتافهم دولة الإسلام، نظرة لبلال وعمَّار وسمية، نظرة لأبي بكر وأبي ذر وابن مسعود، نظرة لخباب بن الأرت وإخوانه ممن أحبهم الله ورضي عنهم.

وتساءل الداعية الإسلامي قائلا: هل رأيت أحدًا من هؤلاء ترك مقاومته للباطل ومجاهدته خشية سجنه أو تعذيبه أو قتله؟ ، هل رأيت أحدًا من هؤلاء تكاسل عن أداء مهمته وهي تعبيد الناس لرب الناس؟ .

وأضاف الأزهري قائلا: لما اشتد عليهم العذاب والتنكيل تركوا أموالهم وأوطانهم وهاجروا إلى الحبشة؛ لأنهم سمعوا بأن فيها ملكًا لا يُظلم عنده أحد، باعوا الدنيا من أجل الآخرة، رافعين شعارًا واضحًا: ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.

وتابع قائلا: لذلك أقاموا دولة الإسلام في وقت تاريخي، لأنهم كانوا مثالًا للصدق مع الله.

وقال الداعية الإسلامي إنَّ هؤلاء كانوا ولا زالوا هم شموس الدنيا وأقمارها؛ في الجهاد والعبادة والعلم والعمل والأدب والرقي الأخلاقي، سادوا الدنيا بتعلقهم بربهم وباتباعهم لنبيهم ؛ فمن سار على نهجهم فقد فاز فوزًا عظيمًا، ومن انحرف نسأل اللهَ له السلامة ونقول له: بقدر انحرافك يتأخر عنك النصر؛ فلن ينفعك علم بلا عمل، ولن ينفعك جهاد بلا خلق وأدب، ولن تنفعك سلطة بلا عدل وتقوى، ولن تنفعك أخلاق عالية مع جهل مطبق؛ فإن اتباع هؤلاء الأفاضل والسير خلفهم حذو القذَّة بالقُذَّة هو السبيل إلى سياسة الدنيا بالدين وتعبيد الناس لرب العالمين، مستشهدا بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115].