داعية: الإيمان بوجود الخالق قضية ضرورية بديهية في النفس والعقل لا يخالطها ريب ولا شك

  • 42
الفتح - أرشيفية

قال المهندس إيهاب شاهين، الكاتب والداعية الإسلامي، إن وجود الجمال وشعور الإنسان به وانجذابه إليه يساعد على اكتشاف وفهم قوانين الكون! حتى قرَّر بعض علماء العلوم الطبيعية أن الجمال مع كونه مِن دوافع الشغف العلمي يهدي للحقائق العلمية، لكونه جزءًا أصيلًا في بنية الكون في كل مستوياته، حتى إنه يلفت انتباه العالم لاكتشاف الحقيقة في المعادلات الرياضية التي يرى المختصون جمالًا في صياغتها، والتي لا تكون أبدًا من صنع إنسان، وقد دلَّ جمال الكون كثيرًا من الفلاسفة والمستشرقين إلى وجود الخالق عز وجل.

وتساءل شاهين في مقال له نشرته "الفتح" قائلا: ماذا قال المستشرقون والفلاسفة عن جمال الكون وانتظامه؟.

وفي معرض إجابته عن هذا السؤال، سرد شاهين مجموعة من أقوال الفلاسفة و المستشرقون، وهي كما يلي:

قال أفلاطون: إن العالم آية في الجمال والنظام، ولا يمكن أن يكون هذا نتيجة علل اتفاقية، بل هو صنع عاقل، توخى الخير، ورتَّب كل شيء عن قصد وحكمة.

وقال ديكارت: إنِّي مع شعوري بنقصٍ في ذاتي، أُحسُّ في الوقت نفسه بوجود ذاتٍ كاملة، وأراني مضطرًّا إلى اعتقادي؛ لأنَّ الشعور قد غَرَسَتْه في ذاتي تلك الذات الكاملة المتحليَّة بجميع صفات الكمال، وهي الله.

وقال أناكساغورس -أحد فلاسفة اليونان الأوائل-: من المستحيل على قوة عمياء أن تبدع هذا الجمال وهذا النظام الذي يتجلى في هذا العالم؛ لأن القوة العمياء لا تنتج إلا الفوضى، فالذي يحرك المادة هو عقل رشيد، بصير حكيم.

وقال ديكارت أيضًا: أنا موجود، فمَن أوجدني؟ ومَن خلقني؟ إنني لم أخلق نفسي، فلا بد لي من خالق، وهذا الخالق لا بد أن يكون واجب الوجود، وغير مفتقر إلى مَن يوجده، أو يحفظ له وجوده، ولا بد أن يكون متصفًا بكلِّ صفات الجمال، وهذا الخالق هو الله بارئ كل شيء.

وقال باسكال: إن إدراكنا لوجود الله هو من الإدراكات الأولية التي لا تحتاج إلى جدل البراهين العقلية، فإنه كان يمكن أن لا أكون لو كانت أمي ماتت قبل أن أولد حيًّا، فلست إذًا كائنًا واجب الوجود، ولست دائمًا ولا نهائيًّا؛ فلا بد من كائن واجب الوجود، دائم لا نهائي، يعتمد عليه وجودي، وهو الله الذي ندرك وجوده إدراكًا أوليًّا، بدون أن نتورط في جدل البراهين العقلية، ولكن على الذين لم يقدر لهم هذا الإيمان القلبي أن يسعوا للوصول إليه بعقولهم.

وعقب الداعية الإسلامي قائلا: بهذه الثلة من أقوال هؤلاء الفلاسفة وبما سبق من أدلة عقلية جلية، يتبيَّن: أن الإيمان بوجود الخالق قضية ضرورية بديهية مركوزة في النفس والعقل لا يخالطها ريب ولا شك، ولا تحتاج لبرهان إلا لمَن فسدت فطرته، ويمتلك المؤمن -من خلال ذلك- نظرة متسقة للكون والحياة؛ فالجمال بما فيه مِن إبداع، داخل في إيمانه بوجود خالق حكيم عليم على كل شيء قدير.