المرأة والتحديات المعاصرة

نهى عزت

  • 55

التحديات المعاصرة التي تواجه المرأة المسلمة التي قد تؤثر على بعض النفوس الضعيفة فيتسرب لها هذا العبث الداعي إلى التحرر الزائف والتلاعب المقيت بها، الذي في نهاية الأمر يؤول إلى جعلها دمية  في يد دعاوى علمانية بحتة لا تريد لها الخير، ولم تكن في مصلحتها يومًا ما حقوق المرأة أو الحفاظ عليها، بل كلها دعاوى هدامة تشيع الفوضى والفساد.

والناظر المحقق المنصف لهذا الأمر يرى أن أكثر النساء العاقلات ينبذن بأنفسهن كل هذه الدعاوى المغرضة، التي بالفعل لا يمكن لعاقل أن يهضم حق نفسه إن كان غيره يدعو له، ولكن النفوس السوية السليمة ترى أن هذا باب شر مَن ولجه وقع في الغي والضلال وأضر نفسه وكل من يعول.

فالبداية من حفاظ المرأة على حجابها وسترها، سمعنا الترهات التي تدعو لتحريرها من هذا الواجب، وبعد ما لمسه الداعون من فساد خططهم لهذا الأمر لأنهم بالفعل يرون قمة المرأة وعلوها في تمسكها بدينها وواجباتها فيريدون أن يسلبوا منها هذه المكانة ويقذفوها معهم في غيابات انحطاطهم، ومن ثمّ نجد كثيرًا من الدعوات غير المتسقة حتى مع العقل الذي يدعون إليه، وهو تفريغ المرأة من كينونتها والحفاظ على مكانتها التي حباها بها الشرع، فيروجون لبعض الأمور الخبيثة وهي سلب بعض الواجبات من عليها تلبيسًا منهم حتى تعتقد من تنجرف وراءهم أن هذا قمة التمدن والتحرر، وما هو إلا مزيد من التخلف والرجعية، فالسلب والتخلي أمر سهل هين، أما التمسك وتحمل الأعباء والصمود أمام كل هذه التداعيات والصراعات هي قمة الرقي والشجاعة.

لذا كانت التحديات التي تواجه المرأة ليست خاصة بها فقط ولكنها محور من محاور التحديات التي تحيط الأمة الإسلامية كلها فهي تُحاك وتدبر من أعداء الإسلام، ولكن المرأة أهم باب إذا نجحوا في تدميره كان هذا الإنجاز الأكبر لهم، ولا ينكر أحد أن هناك تحديات للمجتمع في مجالات شتى، كذلك الشباب وترويج الفاحشة لهم وتسهيلها عليهم، بشتى الوسائل الممكنة، والتي من صورها العلاقات المختلطة المحرمة بين الشباب والبنات والتساهل معها باسم الحب والتعارف، والترويج لجعلها أمرًا طبيعيًا فكل هذه التحديات وغيرها والتي تظهر في صور مختلفة، وتلبس في كل زمان ومكان لبوسًا مختلفًا، ولكل حادثة ما يناسبها، فتارة تنشط وتارة تضعف هي من أسوأ الدعوات ولكنها ستموت حتمًا بعون الله ثم بالتصدي لها والحفاظ على الهوية، والتمسك بالمبادئ والأخلاق والقيم.

واللبيب هو من يعرف الشر ويتقيه، فلا تغره تلك المنصات الداعمة ولا الصيحات الواهية الزائفة، فعليه أن يدعو إلى الخير ويصدر النماذج الطيبة وما أكثرها بفضل الله فبها توأد الفتنة في مهدها، فكما أن الشر ظاهر وكثير، فالخير أكثر بفضل الله وهذا ميزان العدل القائم وهذا ما علمناه من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة"