في ذكرى مجزرتي الأقصى وقلقيلية.. مذابح اليهود المتكررة شاهد على الإرهاب الصهيوني

  • 38
الفتح - الإرهاب الصهيوني

وافق يوم السبت الموافق 8 أكتوبر الذكرى الـ32 لمذبحة المسجد الأقصى الأولى التي ارتكبتها اسرائيل في باحات المسجد الأقصى، حيث حاول مستوطنون يطلقون على أنفسهم جماعة لقب أمناء جبل الهيكل يوم الإثنين الموافق 8 أكتوبر عام 1990 قبل صلاة الظهر، وضع حجر أساس للهيكل الثالث المزعوم في المسجد الأقصى فتصدى لهم آلاف المصلين؛ فأطلقت ميليشيات الاحتلال الرصاص بشكل عشوائي ومكثف تجاه المصلين، ما نتج عنه مجزرة أدت لمقتل 21 فلسطيني وإصابة أكثر من 200، واعتقال نحو 270 آخرين، ومنعت إسرائيل إخلاء جثامين الضحايا والجرحى إلا في نهاية اليوم وبعد ست ساعات من بداية المذبحة، 

وتزامنًا مع ذكرى مذبحة الأقصى الأولى، تأتي ذكرى نضال الفلسطينيين والأردنيين في مذبحة قلقيلية التي راح ضحيتها أكثر من 70 ضحية في معركة الدفاع عن المدينة في نهار الخميس العاشر من أكتوبر 1956، بعدما قصفت ميليشيات الاحتلال مركز شرطة قلقيلية بقذائف الدبابات والمدرعات، وكان الاحتلال قد قطع أسلاك الاتصالات العسكرية بين مركز الشرطة ومقر الحرس الوطني عن المدينة، فزاد شعور الأهالي والجيش العربي بأن هجومًا وشيكًا ستنفذه إسرائيل على مركز الشرطة والقرى القريبة، ويذكر أن من قاد الهجوم على قلقيلية هو الصهيوني آرييل شارون، مجرم مذبحة صبرا وشاتيلا في سبتمبر 1982، وأدت المذبحة إلى هدم 41 بيتًا ومسجدًا وخزان مياه وقتلت عائلة كاملة هي عائلة عبد المنعم قادوس المكونة من 12 فردًا بالإضافة لـ 22 ضحية من أهالي قلقيلية، و37 ضحية من الجيش الأردني.

ونحو ذلك استنكر المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، عدوان الاحتلال الصهيوني على الفلسطينيين في مذبحة الأقصى الأولى وقلقيلية، موضحًا أنهم ضمن جرائم لا تحصى نفذها اليهـود الغاصبين على الأراضي الفلسطينية من أجل مخططهم بهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على انقاضه.

وأكد رئيس الهيئة العليا لحزب النور في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن ما يفعله الإســرائيــليون الـيــهود من العبث بالمقدسات الإسلامية على مرأى ومسمع من العالم أجمع بدون الاعتبار لجموع المسلمين يؤكد بقوة على ضرورة وحدة الدول الإسلامية والعربية وأهمية اجتماعهم على نصرة دينهم وعدم السماح لأحد بتمييع عقائد أبناءهم تحت الدعاوي التسامحية الكاذبة للدين الإبراهيمي المزعوم.

وشدد بسيوني على وجوب أخذهم بتحصيل أسباب القوة المادية التي تمكنهم من الوقوف بقوة صلبة في مواجهة العابثين بحرماتهم ومقدساتهم، مضيفًا أن العالم الأن لا يعترف إلا بميزان القوة المادية، ومنظماته الدولية لا تخضع إلا لإرادة الدول القوية ولو خالفت كل الأعراف والمواثيق الدولية العالمية.

وأوضح بسيويي أن تلك المذابح النكراء في التاريخ تبقى شاهدة على انحراف السلوك اليهودي وإجرامه ودليلًا على إرهاب الكيان الصهيوني، لافتًا إلى الاعتداءات المتتابعة على المسجد الأقصى في محاولات دؤوبة لتهويد القدس الشريف، مؤكدًا أن الدول الإسلامية والعربية في العالم ليسوا اقل من أن يسعوا لذلك ليكونوا قادرين على حماية أراضيهم ومقدساتهم ورد الصاع صاعين -لو أرادوا- لمن يحاول أن يعتدي عليهم

وعلق المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية ومساعد رئيس حزب النور للشئون السياسية على ذكرى مذابح الاحتلال في المسجد الأقصى وقلقيلية، مؤكدًا أن الاحتلال الصهيوني منذ أن بدأ وهو سفاح سفاك للدماء معتدي على الأعراض ومغتصب للأراضي ومنتهك لحرمة المقدسات ومعتدي على الشيوخ والعجائز والأطفال.

وأوضح الشحات في تصريحات لـ"الفتح"، أن تاريخ اسرائيل الدموي يشهد بمدى إجرامه في حق المسلمين في هذه البقعة المباركة، لافتًا إلى أن هذا يدل على أن الإجرام والعدوان طبع مركز في هذا العدو الغاشم ولم ولن يتبدل ولن يوقفه إلا القوى الرادعة، ولن يغير من طبيعته إلا أن يجد يقظة من المسلمين تواجه هذا العدوان الغاشم. 

وشدد مساعد رئيس النور، على أنه في ظل موجة مريبة من تطبيع وغسل العقول لقبول هذا العدو وغسل تاريخه الدنس الملوث بالدماء يجب أن تبرز وتفضح جرائمه ويذكر تاريخه الدموي الذي كان ومازال، مضيفًا أنه لابد أن يعطى هذا الأمر الفرصة الكافية في الإعلام وفي مناهج التعليم وفي غيرها من الموارد التي توجه إلى شبابنا وفتياتنا وأطفالنا حتى يشب هؤلاء على كراهة هذا العدو.

وتابع الشحات: "يجب أن يشب أطفالنا على الكراهة الطبيعية التي بها يكره الانسان السفاح والمجرم والمعتدي على الأعراض، والكراهة العقدية التي تبرز أن هؤلاء قتلة الأنبياء طوال تاريخهم فكيف يفعلون بغيرهم"، مؤكدًا أن هذا التاريخ وهذا الوعي هو سلاحنا الوحيد في هذه المعركة التي قلمت فيها أظافرنا.

وأكد أنه لم يبقى لنا إلا أن نتسلح بسلاح الوعي ونلتحف بالتاريخ الذي يفضح حقيقة هذا العدو مع تسليط الضوء على ما يحدث في الواقع وربط الماضي بالحاضر تكتمل لدينا حلقات هذا المسلسل المقزز الذي يحكي لنا قصة عدوان وقصة اعتداء هؤلاء المجرمين السفاحين الصهاينة 

ونوه بضرورة أن نحث وسائل الاعلام المختلفة أن تحيي القضية الفلسطينية وتبرز وتذكر بانتهاكات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد والمعتدى عليه وعلى مقدساته كل يوم أمام مرأى ومسمع العالم، ويوضحوا الإجرام اليومي على يد الصهاينة تجاه إخواننا العزل في فلسطين.

وقال الدكتور وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إن ذكرى مجزرة الأقصى الأولى ومذبحة قلقيلية يجب أن لا ينساهم المسلمون لأنهم تذكرهم بحقيقة عداء اليهود وما يكنُّونه في صدورهم تجاه المسلمون، مضيفًا أنهم مهما طال بهم الزمن والأيام لا تتبدل مشاعرهم وحقدهم تجاه المسلمون 

وأكد سمير في تصريحات لـ"الفتح"، أن طبيعة الصراع بيننا وبين اليهود هو صراع ديني يسعى اليهود فيه إلى اغتصاب المسجد الأقصى بزعم انشاء هيكلهم المزعوم، مضيفًا: "هكذا يجيش اليهود شبابهم حول هذه الأهداف التي يسعون فيها إلى إعادة مجدهم الماضي"، وشدد الداعية على أن قراءة التاريخ واجب من وركن من أركان اليقين لدى المسلمين في بيان حقيقة عداوة اليهود ووعد الله عز وجل للمؤمنين، مضيفًا أنه لابد من تذكير المسلمين بهذه الاحداث تذكيرهم بحقيقة اليهود والمذابح التي قاموا بها بحق الفلسطينيين

وشدد الداعية الإسلامي على أن تلك المذابح عدوان وانتهاك يبين حقيقة المزاعم والأكاذيب اليهودية في ما يدعون إليه من احترام حقوق الإنسان أو الديمقراطية مشيرًا إلى أن تلك الجرائم توضح حقد اليهود وحقيقة تعاملهم مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ونصح سمير شباب المسلمين أن يعرفوا حقيقة هؤلاء اليهود ولا ينخدعوا بمحاولات التطبيع معهم لأن ما تخفي صدورهم أكبر.