السودان.. انشقاقات عن الاتفاق الإطاري

مصر: ندعم استقرار الخرطوم ونحترم إرادة الشعب

  • 46
الفتح - السودان

رغم إعلان القوى المدنية السودانية توقيع الاتفاق الإطاري مع المكون العسكري والذي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية جديدة وانتخابات سودانية بعد مرحلة انتقالية لمدة عامين، وأكدت بدء مرحلة التشاور بين جميع القوى للمضي قدمًا فيما تم التفاق عليه؛ إلا أن الانشقاقات والخلاف ظهرا على السطح مرة أخرى، حيث أعلن حزب البعث السوداني الانسحاب من تحالف الحرية والتغيير، وصرّح: "نعلن مفارقتنا تحالف الحرية والتغيير لأنه في طريق التسوية وشرعية انقلاب 25 أكتوبر" وفق بيان الحزب.

كما أعلنت حركة تحرير السودان -إحدى الحركات المسلحة بإقليم دارفور المُوقّعة على اتفاق سلام جوبا- انضمامها إلى تحالف قوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) الرافض للاتفاق الإطاري مع مجلس السيادة العسكري الحاكم، وشهدت العاصمة السودانية ومدن أخرى، تظاهرات رافضة للاتفاق الإطاري حيث خرج آلاف المواطنين في الخرطوم ومدن أم درمان وبحري (شمال) والدمازين (جنوب شرق) رفضًا للاتفاق.

وعلق قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قائلًا: إن الجيش لن يعمل تحت إمرة حكومة مدنية ما لم تكن منتخبة، مشترطًا موافقة الجيش على الاتفاق النهائي الذي يجري التشاور عليه لحل الأزمة السودانية الحالية وعدم إقصاء أي جهة وعدم المساس بثوابت الوطن. 

وأكدت مصر وقوفها على مسافة واحدة من كافة الأطراف السودانية، وتطلعها لأن تسفر الجهود الدولية عن اتفاق شامل بينهم وأرضية مشتركة، وشددت القاهرة أنها تدعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان "واحترامها لإرادة الشعب السوداني".

وفي هذا السياق، قال وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إن الإعلان عن الاتفاق الإطاري في السودان أمر إيجابي -شرط موافقة كل القوى السودانية ونبذ الخلاف- ويخطو بالسودان نحو حل أزمتها في حال اتفق عليه الجميع، مؤكدًا أن الوضع في السودان حساس للغاية، لأنها تمثل عمقًا عربيًا وإسلاميًا للدول العربية والإسلامية إجمالًا ولمصر تحديدًا، مؤكدًا دعم مصر واهتمامها باجتماع واتفاق القوى والفصائل السياسية السودانية لإنهاء الخلاف والمضي بالسودان للأمام وأن تتفق القوى السودانية على ما يحقق مصلحة السودان ويعمق انتماءه للأمة العربية والاسلامية ويحقق المصالح المشتركة للأمة الإسلامية. 

وأوضح وائل سمير في تصريحات لـ "الفتح"، أنه على القوى السودانية -كما تحرص على إبعاد القوى العسكرية أو الجيش من التدخل في الشؤون السياسية- أن يحرصوا خلال مشاوراتهم واتفاقهم على أن يهتموا بإبعاد القوى الأجنبية عن مصالح ومستقبل وثروات السودان ومنعها من التدخل في الحياة السياسية للبلاد.

وأكد سمير على ضرورة اهتمام القوى السودانية بإصلاح هذا البلد الشقيق وأن يرعوا فيه مصالح شعبهم، ويحققوا فيه الأمن والسلام والإسلام والرخاء، ويسعوا إلى الحفاظ على هوية السودان من محاولات هدمه وتحريفه وإبعاده عن الارتباط بالأمة الاسلامية العربية، وأن يحرصوا على أن يتفقوا ويبتعدوا عن النزاعات الانفصالية التي تكاد تنتشر في السودان.

وقال السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية الأسبق، إن السودان دولة عربية وإسلامية شقيقة نتمنى لها النجاح في خطواتها نحو إنهاء الخلافات والخروج من حالة الاحتجاجات والفوضى ووضع السودان على الطريق الصحيح، مؤكدًا دعم القاهرة لكل خطوات حل الأزمة السودانية بالتشاور والاتفاق وتنحية الخلافات.

وأكد نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، في تصريحات لـ "الفتح"، أن الاتفاق الإطاري بين القوى السودانية خطوة مهمة يجب الاتفاق عليها من قِبل الجميع لما فيه مصلحة السودان، موضحًا أنه على السودانيين أن يتفقوا ولا يذهبوا بالسودان نحو صراعات جديدة، مشيرًا إلى أهمية إدراك حساسية الوضع الراهن والتركيز على التعاون والحوار.

وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية السابق، إن اجتماع القوى السودانية على الاتفاق الإطاري أمر جيد على عكس المحاولات السابقة التي لم ترض عنها جميع القوى، مضيفًا أنه ينبغي على تلك القوى استمرار التعاون لتحقيق الاستقرار عبر توحيد القوى والآراء ومشاركة كافة الأطراف في المرحلة الانتقالية التي يتحدث عنها الاتفاق الإطاري.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لـ "الفتح"، أن السودان دولة عربية كبيرة يجب أن تنهي أزمتها السياسية سريعًا لتنتقل لمرحلة النمو الاقتصادي والبناء وحل الأزمة الأمنية في البلاد، مكررَا أن السبيل الوحيد لذلك هو التعاون واستمرار الحوار بمشاركة الجميع دون تدخل القوى الأجنبية.

وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن الاتفاق بين القوى السياسية خطوة مهمة لاستقرار السودان، لافتًا لأهمية استمرار التعاون حتى انتهاء المرحلة الانتقالية وانتخاب حكومة جديدة، مؤكدًا أن مصر تجمعها بالسودان علاقة قوية وتاريخية واجتماعية ومصالح مشتركة، لأنها دولة الجوار المباشر والتاريخي لمصر، مثمنًا موقف مصر الاستراتيجي من السودان.  

وأكد العرابي أن القوى السودانية يجب عليها الالتزام بالمسارات التي حددتها حتى انتهاء الفترة الانتقالية، مشددًا على أهمية الهدوء للوصول إلى انتخابات وانتهاء الأزمة الحالية.


الابلاغ عن خطأ