الإسلام وسمو النفس

وفاء الشحات

  • 34

خلق الله الإنسان من جسد وروح وجعل لكل منهما غذاء، فالجسد من الأرض وغذاؤه منها والروح من الله (فنفخنا فيه من روحنا) فغذاء الروح من السماء وبعبادة الله وذكره (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

.. والنفس جُبلت على الخير والشر والصراع بينهما (ونفس وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها).

 فتجد من حادّ الله واتبع هواه وشهواته دون قيدٍ وغفل عن غذاء روحه يشعر بسعادة مؤقتة زائفة سرعان ما تزول ويشعر بالضنك فيبحث عن غيرها كمن يشرب من ماء البحر لا يزداد إلا عطشًا، فسول له الشيطان كل ما شذ من أفعال وشهوات تأنفها البهائم فصاروا كالأنعام بل هم أضل، أما من آمن بالله وكتبه ورسله يجد توزانًا وراحة وسلامًا، فلا رهبانية تحارب فطرته ولا إلحاد وانحلال..

واليوم في زمن العولمة والتغريب فُتحت علينا الدنيا وأصاب أمتنا ما أصابها، ظن الجهلاء أن تقدمنا باتباع الغرب بكل ما فيه فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار! فيا ليتهم أخذوا علوم الطب والهندسة وتركوا لهوهم وانحدار قيمهم، بل العكس ما فعلوه أخذوا سوءاتهم، فتقدم السفهاء وتأخر العلماء! وبُذل المال للحفلات والمباريات وضُيعت الأوقات في ذلك وذرفت الدموع لضياع هدف في لعبة كرة وصياح لفوز مزعوم! ضحكوا به على عقول الكبار والصغار والرجال والنساء!.

وصار حلم أولادنا أن يصبح لاعب كرة أو مغنيًا وممثلًا فهم لهم الحظ الأوفر من الشهرة والمال وألقاب البطولة والنجومية، صرفونا عن غايتنا وهي الآخرة فدنيانا وسيلة لهذه الغاية.

نحن أمة مميزة عن سائر الأمم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..) فنحن أمة ترتفع بدينها وشريعتها ورفعة شأنها بهويتها لا بثقافات غرب أو لهو شرق!

وكما قال عمر رضى الله عنه مقولته الخالدة "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"..