عاجل

الشائعات.. سلاح "خفي" ينهش في جسد المجتمع

ساسة ودعاة: يجب توحيد الجهود لمواجهتها.. والشفافية تبطل مفعولها

  • 27
الفتح - الشائعات

لا تزال مصر تعاني من آفة الشائعات الشرسة، فلا تكاد تخمد شائعة حتى تسود أخرى بشكل يومي، وتتنوع بين أخبار التعليم والصحة والتموين التي تحتل نصيب الأسد في الشائعات، بينما هناك الموسمي منها، مثل تأجيل الدراسة أو إلغاء الامتحانات، وكذلك أخبار موت شخصيات بعينها.

ومن جهته، قال المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العلليا لحزب النور، إن كثيرًا من الناس عند وقوع الأزمات يكون بوقًا لنشر الشائعات وبث الفزع في الناس، والحقيقة أن سلوك المسلم المحب لدينه ووطنه في وقت الأزمات يجب أن يكون سلوكًا منضبطًا يعمل على نشر الوعي لا بث الشائعات المسببة للفزع، مؤكدًا أن الفارق كبيير بين نشر الوعي وبين نشر الشائعات وبث الفزع، وأن الله -عز وجل- ذمَّ من ينشر الشائعات ويبث الفزع ووصف حالهم في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ﴾.

وأوضح بسيوني أنه لا ينبغي أن نكون بوقًا ينقل كل ما يصل الينا دون تثبت، أو أن نكون مصدرًا للشائعات من أهل ترويجها؛ لأن الله -عز وجل- حثَّ المؤمنين على التثبت دائمًا قبل نشر أي خبر كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، مشيرًا إلى أن التثبت يمنع النفس من الوقوع والمساهمة في نشر الفزع أو رمي التهم بغير وجه حق في المجتمع، وأن المسلم يجب أن يكون على قدر المسئولية، فلا يتسبب بعدم تثبته وتناقله للشائعات في زيادة الأزمات تحت ضغط العواطف أو الواقع، بل أن المسئولية تدفعه إلى العمل على زيادة الإحسان لمن حوله من الناس بنشر الوعي عن طريق معرفة الحقائق من مصادرها الحقيقية مع إدراك جيد للواقع الحقيقي والعمل على طرحها بشفافية وحكمة وبصيرة، مشددًا على أن الفرق كبير بين أثر نشر الوعي والتفاعل بإيجابية وبصيرة وأثر نشر الشائعات وإصابة أفراد المجتمع باليأس والإحباط والخوف والهلع الدافع للسلبية أو تدمير المجتمع كما ما يريد أعداء وطننا بنا لتحقيق مخططاتهم التي يسعون إليها.

وقال أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن الشائعات تعد أحد الأسلحة المعروفة منذ القدم لهدم استقرار المجتمعات وتستخدمها الدول والجماعات الهدامة، لأنها سريعة الانتشاروالتأثير، مضيفًا أنه إذا أردت أن تهدم المجتمع وتثير فيه القلاقل والاضطرابات ما عليك إلَّا أن تطلق مجموعة من الشائعات التي تعكر على الناس صفو حياتهم وتهدد معاشهم.

وأوضح في تصريحات لـ "الفتح"، أن هناك بلا شك أجهزة ودولًا وجماعات معادية تطلق هذه الشائعات، لافتًا إلى أن وجود الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي وغيرها سهّل من انتشار الشائعة، ومن ثم فإن الأجهزة المعادية والخصوم يستخدمون سلاح الشائعات للإضرار بالأمة والوطن عبر تلك المنصات، مشددًا على أهمية أن تكون لدينا حاسة استشعار لما قد يستخدم من الأخبار أو المواقف والمسارعة بتوضيح اللبس قبل أن يقع، موضحًا أن هذه الوقاية المبكرة تحمي من خطرها.

وقال وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، إن الشائعات من الخطر المنتشر مع وجود السوشيال ميديا ووسائل التواصل التي تصل إلى كل الناس ويستطيعون أن يبثوا عليها ما يشاؤون، مشددًا على ضرورة وجود وعي إعلامي في مواجهة هذه الشائعات، لافتًا إلى ضرورة أن يتبين الناس من الأخبار ويعودون إلى أهل المعلومة والخبر الصحيح، مؤكدًا أن هذا مبدأ رباني أن يتثبت المسلمون من أي خبر قبل نشره أو التفاعل معه حتى لا يقعوا في فخ نشر الشائعات.

وأكد سمير في تصريحات لـ "الفتح"، أنه على المؤسسات أن تواجه خطر الشائعات بالتحذير والتوعية خاصةً التي تمس الأمن القومي وتمثل خطرًا ثقافيًا، مشددًا على أنه لابد أن تكون هناك مواقع رسمية تحارب الشائعات وتنشر الأخبار الصحيحة حتى لا تختلط الأخبار الصحيحة بالكاذبة.