عاجل

اليأس خطيئة منهجية.. أبو بسيسة: نصر الإسلام والأمَّة قريب شرط الاجتهاد في العمل والعبادة وتعظيم النصوص بفهم السلف

  • 22
الفتح - رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي

قال رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي، إن اليأس خطيئة منهجية وطريق هلكة وانحراف، لافتًا إلى قول الله تعالى: "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، مضيفًا أنه مهما كانت الظروف، ومهما طال ليل الأمة، فلابد لهذا الليل من أخر، وأن المؤمن كلما اشتد الظلام فهو يرقب الفجر المشرق والنور الساطع.

وأوضح الداعية أن العسر لن يدوم ولن يغلب عسر يسرين، مشيرًا إلى قوله تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" سورة الشرح، مشددًاعلى ضرورة السعي والعمل ومعلوم أن الطريق طويل وليس سهلاً ولابد من بدء الحركة في الاتجاه الصحيح.

ونبَّه الداعية إلى أن هذا يتطلب علما بالشرع والواقع مع إدراك أن هناك سنن لا تتبدل ولا تتغير، وأن ما يحدث من أزمات رغم المرارة إلا أن الخير فيه كبير وكثير وحالة الإفاقة واليقظة لو اغتنمت لنقلت الأمة نقلة كبيرة إلى الأمام.

وأكد أن الفهم الدقيق والإيمان العميق وتحديد متطلبات المرحلة يحتاج إلى قراءة واعية للواقع واستفادة من دروس الزمان، وأن مطالعة التاريخ دون غوص في أعماقه يجعلنا نذهل عن الواقع أو تصبح قراءة أمية بلا وعي ولا اتعاظ.

وتابع: "من المهم جداً وضع العلم الشرعي في نصابه الصحيح وعدم الانسياق خلف العواطف أو التهور والاندفاع، بل تحديد مواطن النزاع وإداك الواجب فعله وفق قواعد المتاح والممكن بلا تردد يضيع الفرص أو اندفاع يحرق المراحل".

وأردف: أن الأمة تعيش نوازل وأحداثا جساما ومخاضا صعبا وعسيرا، موضحًا أن العاصم من انزلاق الواقع وضياع الفرص هو الاعتصام بالدليل وتعظيم النصوص مع تقديم فهم السلف والتعامل مع النوازل وفق قواعد العلماء واعتبار فقة الخلاف ودرجاته -سائغ أم غير سائغ- واعتبار المصالح والمفاسد والتفريق بين المصلحة التي شهد بها الشرع واعتبارها وبين المصلحة التي لم يشهد لها الشرع.

ونوه إلى ضرورة الاجتهاد في العبادة الخاصة والذاتية لأنها طريق التوفيق وعدم الخذلان وطول السجود مع تعظيم قدر العبادة وخاصة الصلاة، مضيفًا أن عبادة الذكر فهي روح العبادة التي بغيرها يصبح الجسد ميت والقلب مشتت، موضحًا أنه لا ثبات بغيرها، لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

وشدد أبو بسيسة على أن النصر لهذا الدين قريب ومآل الأمور إليه كما وعد سبحانه فقال: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"، مضيفًا أنه لابد من تهيئة القلوب والنفس له وإلا فالنصر وعد من الله ولكنه لا ينزل على من لا يستحقه.