رئيس "عليا النور": صراع السودان هدفه إعادة تشكيل المنطقة طبقًا للسيناريو الصهيو-أمريكي

حرب الإبادة فى السودان تحركها المصالح الشخصية بدعم أطراف خارجية على جثث وأشلاء أبناء السودان

  • 99
الفتح - السفارة الأمريكية في السودان

أوضح المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، أنه في الوقت الذي تسيطر فيه مآسي الحرب على غزة -وما فيها من جرائم وحشية وهمجية من الصهاينة المحتلين- على المشهد العالمي والعربي والاسلامي والإقليمي، يزداد الوضع المأساوى في السودان وتزداد أعداد القتلى في الشوارع وتظهر مشاهد الدماء والجثث المتحللة في الطرقات وتتزايد الفوضى العارمة التي ذهبت بالسودان  إلى العنف المستشرى وإلى الإبادة على أساس عرقي و قبلي كما يحدث في دارفور الآن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأكد بسيوني أن مصيبة السودان مصيبة كبيرة سبقتها مصائب عدة مشابهة في ليبيا وسوريا واليمن أدت إلى انهيار تام لتلك الدول الإسلامية العربية، وإلى تدخلات خارجية غربية تحكمت بمقدراتها وثرواتها، وساهمت في تمزق الأمة الإسلامية إلى مزيد من الدويلات الضعيفة التي لا تستطيع في يوم من الأيام حماية المقدسات أو الأعراض.

وأفاد بسيوني بأن أكثر ما يؤلم في تجربة السودان أنها جاءت بعد تجارب مريرة حدثت في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي والتي دُمرت بعدها عدد من البلاد العربية والإسلامية على يد أبنائها طبقًا للمخططات الغربية التي صارت واضحة.

وأضاف بسيوني أنه مع هذا لم تأبه الأجنحة المتصارعة في السودان بهذا المسار الصدامي الذي دُفعوا إليه دفعًا لتدمير بلادهم وتشريد مواطنيهم، وذلك  بسبب حرصهم على البحث عن المصالح الخاصة بهم دون النظر إلى مآلات أفعالهم على بلادهم بل وعلى المنطقة بأسرها.

 وشدد رئيس عليا النور، على أن حرب الإبادة التي تحدث فى السودان الأن والتي تقع للأسف الأسيف على يد أبناء الوطن الواحد تحركها أطراف خارجية باحثة عن مصالحها ومنافعها الخاصة على جثث وأشلاء أبناء السودان طبقا لمخططات عالمية تهدف إلى الإسراع في إعادة تشكيل المنطقة العربية طبقا للسيناريو الصهيو-أمريكي الذي يعمل على تدمير جميع البلاد العربية الإسلامية تباعًا، واستنزاف ثرواتها، مع زيادة تضيق الحصار على مصر -قلب العالم العربي والإسلامي ذات القوة العربية العسكرية الوحيدة المؤثرة والتي تقف بقوة في وجه التوسع اليهودي الصهيوني- وذلك بتوسيع دائرة الحدود الفوضوية الملتهبة حولها من جميع الجهات والتي تساهم في تشتت مجهودات مصر التنموية وقوتها العسكري، بما يتيح لهم -في زعمهم- طبقا لما يخططون له من رسم حدود المشروع الصيهو-أمريكي التلمودي "من النيل للفرات"، والذي لن يحدث بإذن الله مع وجود وعي شعبي مصري وقيادة وطنية حكيمة.

ونبَّه بسيوني على ضرورة أن نعي في مصر الدرس الذي يحدث في السودان الحبيبة جيدًا؛ والذي بدأ بتثوير شعبي بسبب سوء الحالة الاقتصادية ثم انتقل لصراع مصالح أيدلوجية وسياسية واقتصادية بين القوى الداخلية بدعم خارجي ثم تحول الأمر إلى صراعات قبلية ونزاعات عرقية مما أدى إلى هذا الوضع المأساوي في السودان بمعاونة وتفخيخ ونفخ غربي في الكير الوطني.

وتابع: "نسأل الله أن يحقن دماء إخواننا في غزة والسودان، وأن يحفظ مصر وسائر بلاد الإسلام".