تبدأ ألمانيا غدًا الخميس تطبيق تجربة العمل لأربعة أيام في الأسبوع؛ لقياس أثر هذا الإجراء على إنتاجية العمال والاقتصاد الوطني. وستشارك في هذه التجربة التي ستستمر 6 أشهر حوالي 45 مؤسسة، وسيتم بنهايتها قياس ما إذا كانت مطالب النقابات العمالية بشأن هذا الموضوع محقة؛ وبالتالي اعتماده في جميع أنحاء البلاد.
يأتي ذلك في ظل سلسلة من الأزمات التي تعصف بأكبر اقتصاد في أوروبا. ووفقا لوكالة "بلومبيغ" ستشارك حوالي 45 شركة في هذا النظام من العمل في المرحلة الأولى، مع الحفاظ على رواتب الموظفين.
وأضافت الوكالة: "البرنامج الذي يستمر 6 أشهر ويبدأ في أول يوم من فبراير، سيمنح مئات الموظفين يوم إجازة إضافي كل أسبوع مع الحفاظ على الأجر الكامل".
ووفقا للنتائج التي ستخرج عن هذه الدراسة، ستتمكن السلطات من معرفة ما إذا كانت النقابات العمالية محقة في أن "أسبوع الأربعة أيام عمل" يمكن أن يجعل الموظفين ليس فقط "أكثر صحة وسعادة"، ولكن أيضا أكثر إنتاجية.
يذكر أن عددًا من الأزمات المتلاحقة عصفت بمنطقة اليورو، بدءا من أزمة الطاقة التي استفحلت مع الغزو الروسي لأوكرانيا، علاوة على التضخم الاقتصادي، وتراجع مستويات الإنتاج الصناعية، كان لألمانيا المعروفة بأكبر اقتصاد منتج في أوروبا نصيب كبير منها؛ لأنها أكدت مقولة اقتصاديين ومراقبين بأنها "رجل أوروبا المريض"، وهو مصطلح استخدم أواخر تسعينيات القرن الماضي بعد إعادة توحيد البلاد.
وتجتهد الحكومة الألمانية لمواجهة تداعيات التراجع الاقتصادي من خلال خفض الإنفاق الحكومي، والإلغاء التدريجي للإعفاءات الضريبية على الديزل الزراعي؛ لكن هذه الخطوات قوبلت بعدم رضى خاصة من المزارعين الذين خرجوا باحتجاجات مناهضة لهذه القرارات؛ ما أجبر الحكومة على التراجع جزئيا عن بعض قراراتها.
