عاجل

مستدلًا بمواقف النبي ﷺ.. "حمدي": علينا الاهتمام بحلقات العلم والقرآن وغرس الأخلاق لإعداد جيل رباني

النبي ﷺ كان جل همه أن يصنع رجالًا وأن يبني أمة.. وبمثل هذه التربية والتوجيهات القولية والفعلية أنشأ جيلًا مثاليًا في إيمانه وعباداته وأخلاقه ومعاملاته

  • 34
الفتح - كلمة الدكتور أحمد حمدي خلال حفل تكريم المتفوقين

قال الدكتور أحمد حمدي، الداعية الإسلامي: إن الناظر في سيرة وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- يجد أنه أعطى الطفل نصيبًا من وقته وجانبًا كبيرًا من اهتمامه، فكان مع الأطفال أبًا حنونًا ومربيًا حكيمًا، يداعب ويلاعب وينصح ويربي؛ إذ أن مرحلة الطفولة هي أخصب وأهم فترة يمكن للمربي أن يغرس فيها المبادئ والقيم.

وأضاف "حمدي" -خلال كلمته في تكريم عدد من المتفوقين بكفر الدوار- أن وزارة التعليم ليست للتعليم فقط، بل هي تربية وتعليم، ونحن مسؤولون سواء معلمين أو أولياء أمور عن تربية هذا الجيل تربية صحيحة. فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يغرس في قلب الطفل المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك في قوله لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" [رواه الإمام أحمد في مسنده].

وأوضح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استخرج من وقته وقتًا ليُعلم الجارية ويقول لها "لا يعلم الغيب إلا الله"، فكان جل همه واهتمامه -صلى الله عليه وسلم- أن يصنع رجالًا، وأن يبني أمة، وبمثل هذه التربية والتوجيهات القولية والفعلية من النبي أنشأ جيلًا مثاليًا في إيمانه وعباداته، وأخلاقه ومعاملاته، وظهرت فيه أسماء كثيرة من الأطفال الأبطال ممن كان لهم تأثيرهم الواضح في المجتمع الإسلامي الأول، مثل: عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، وسمرة بن جندب، ورافع بن خديج والحسن والحسين -رضي الله عنهم- الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام، وكانوا نماذج تُحْتذى لكل أطفال المسلمين.

وتعجب "حمدي" من الآباء الذين يوقظون أبنائهم في منتصف الليل من أجل المذاكرة، أو في البرد الشديد من أجل الامتحانات، ويشفقون من إيقاظ أبنائهم لصلاة الفجر، رغم أن الأولى هو غرس تعظيم الصلاة في نفوس أبنائنا. وكذلك قضية الأخلاق فهي بعد قضية الصلاة "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

وتابع: إننا للأسف أصبحنا نسمع ألفاظًا سيئة من البنات والأولاد رغم صغر سنهم، فهم لا يحترمون أحدًا إلا من رحم ربي، مستطردًا: لقد كانت هناك معاني وتقاليد وقيم أرشدنا إليها الإسلام، لابد أن نُعيد هذا الأمر كسابق عهده، فالإسلام مدرسة لتهذيب النفس؛ فالغرض من العبادات هو تحسين الأخلاق وتزكية النفس، فالتواضع واللين والرفق كل هذه من الأخلاق الحميدة، وأكثر ما يُدخل الجنة هو حسن الخلق، كما أننا نحتاج إلى الاهتمام بالمسابقات الدينية وبمادة القرآن الكريم حتى ننهض بأخلاقهم.

وأكد الداعية الإسلامي أننا في زمن أصبح القدوة فيه للممثلين والممثلات؛ لذلك لابد من الاهتمام بحلقات العلم والقرآن وغرس معاني الأخلاق والفضيلة؛ لكي ينشأ جيل رباني، فهم المستقبل لبلادنا، و هم سبب لدخول الجنة والفوز بها إن صلحت تربيتهم؛ فلابد أن يكون للمعلم دور مع الأباء لغرس معاني الإسلام، والاهتمام بالأذكار وعمل جدول من الأوراد والسنة؛ لتنظيم الوقت والصلاة لاغتنام رمضان.